إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 يناير 2021

قصيدة رسالة في ليلة التنفيذ حكم الاعدام

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها وأُحِسُّ أنَّ ظلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

 

 

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ إلاَّ أخيراً لذَّةَ الإيمانِ

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي أمي ولا وضعوه فوق خوان

كلا ولم يشهده يا أبتي معي أخوان جاءاه يستبقان

 

مدوا إلي به يدا مصبوغة بدمي وهذه غاية الإحسان

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ

ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَمَنْ يدريإلى أولادِهِ يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني

وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟

أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟

ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟

هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً ما ثارَ في جَنْبَيَّ مِنْ نِيرانِ

وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِهِ سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ

وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني

وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ

 

هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ

وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ للطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني

دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ وَدَمُ الشَّهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ

ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ

وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّوفانِ

فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ

 

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا مُتآمِراً أَمْ هَادِمَ الأَوْثانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ

وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ

وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَرَّةً تَجْري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ

وَأتى يَدُقُّكما تَعَوَّدَبابَنا سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ

وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ

 

لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ

نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ

أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ

أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ

إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ

فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ

 

وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ

وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها أَلَمَاً تُوارِيهِ عَنِ الجِيرانِ

فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ

مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ

أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ

فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني

كانَتْ لها أُمْنِيَةً رَيَّانَةً يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني

وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ

هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ

لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ

فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ

وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ قُدْسِيَّةِ الأَحْكامِ والمِيزانِ

 

 

 

الخميس، 22 ديسمبر 2016

الدين ليس تراث

يعتقد بعض المسلمين أهل الفلكلور أن مفهوم عبادة غير الله هو عدم الأيمان به سبحانه و أتخاذ إله أخر الحقيقة هي أن تجعل بينك وبين الله ولي تتقرب به الى الله ألم يقل سبحانه ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )

الاثنين، 27 يونيو 2016

أنا العبد الذي كسب الذنوبا


أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا * * * عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * * * صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا * * * فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي * * * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ * * * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا * * * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُخَلَّفُ عَنْ أُنَاسٍ * * * حَوَوْا مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * * * وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ مَدَدْتُ كَفِّي * * * إلَيْكُمْ فَادْفَعُوا عَنِّي الْخُطُوبَا
أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا * * * وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا
أَنَا الْمَهْجُورُ هَلْ لِي مِنْ شَفِيعٍ * * * يُكَلِّمُ فِي الْوِصَالِ لِي الْحَبِيبَا
أَنَا الْمَقْطُوعُ فَارْحَمْنِي وَصِلْنِي * * * وَيَسِّرْ مِنْكَ لِي فَرَجًا قَرِيبَا
أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا * * * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا
فَيَا أَسَفَى عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * * * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إلَّا الذُّنُوبَا
وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَاجِلَنِي مَمَاتٌ * * * يُحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا
وَيَا حُزْنَاهُ مِنْ نَشْرِي وَحَشْرِي * * * بِيَوْمٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا
تَفَطَّرَتْ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * * * وَأَصْبَحَتْ الْجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا
إذَا مَا قُمْتُ حَيْرَانًا ظَمِيئَا * * * حَسِيرَ الطَّرْفِ عُرْيَانًا سَلِيبَا
وَيَا خَجَلَاهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابِي * * * إذَا مَا أَبْدَتْ الصُّحُفُ الْعُيُوبَا
وَذِلَّةِ مَوْقِفٍ وَحِسَابِ عَدْلٍ * * * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا
وَيَا حَذَرَاهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * * * إذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتْ الْقُلُوبَا
تَكَادُ إذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظًا * * * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلَّامًا مُرِيبَا
فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا * * * خُطَاهُ أَمَا أَنَى لَكَ أَنْ تَتُوبَا
أَلَا فَاقْلِعْ وَتُبْ وَاجْهَدْ فَإِنَّا * * * رَأَيْنَا كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبَا
وَأَقْبِلْ صَادِقًا فِي الْعَزْمِ وَاقْصِدْ * * * جَنَابًا نَاضِرًا عَطِرًا رَحِيبَا
وَكُنْ لِلصَّالِحِينَ أَخًا وَخِلًّا * * * وَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبَا
وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانًا * * * وَكُنْ فِي الْخَيْرِ مِقْدَامًا نَجِيبَا
وَلَاحِظْ زِينَةَ الدُّنْيَا بِبُغْضٍ * * * تَكُنْ عَبْدًا إلَى الْمَوْلَى حَبِيبَا
فَمَنْ يَخْبُرْ زَخَارِفَهَا يَجِدْهَا * * * مُخَالِبَةً لِطَالِبِهَا خَلُوبَا
وَغُضَّ عَنْ الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا * * * طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ الْأَرِيبَا
فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * * * إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا
وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا * * * يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا
وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَكَ فِي كَلَامٍ * * * يَجُرُّ عَلَيْكَ أَحْقَادًا وَحُوبَا
وَلَا يَبْرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * * * بِذِكْرِ اللَّهِ رَيَّانًا رَطِيبَا
وَصَلِّ إذَا الدُّجَى أَرْخَى سُدُولًا * * * وَلَا تَضْجَرْ بِهِ وَتَكُنْ هَيُوبَا
تَجِدْ أُنْسًا إذَا أُوعِيتَ قَبْرًا * * * وَفَارَقْتَ الْمُعَاشِرَ وَالنَّسِيبَا
وَصُمْ مَا اسْتَطَعْت تَجِدْهُ رِيًّا * * * إذَا مَا قُمْتَ ظَمْآنًا سَغِيبَا
وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا * * * وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا
تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا * * * إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا
وَكُنْ حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * * * طَلِيقَ الْوَجْهِ لَا شَكِسًا غَضُوبَا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم * * * عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي * * * فإنك لم تزل أبداً مجيبا


 جمال الدين الصرصري

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

من روائع ابو العتاهيه





رغيف خــبز يابس :: تـأكـــله فــي زاويــة
و كـوز مـاء بارد :: تـشـربـه مـن صافيـة
و غُـرفــة ضيـقة :: نــفسـك فيــها خاليــة
أو مسجــــد بمعزل :: عن الورى في ناحـــية
تقرأ فيه مصحـــفاً :: مــســتنـداً بســاريــة
معتبراً بمن مضــى :: من القــــرون الخـــالية
خير من الســاعات :: في القـــصور العــــالية
تعــقبــها عقــوبـة :: تصلى بنــار حـــامية
فهــذه وصيــتـــي :: مـُـخــبـِـرَة بحاليـَـه
طوبى لمــن يسمـــعها :: تلك لعـــمري كافيــة
فاسمـــع لنصح مشــفق :: يدعــى أبا العتـــاهية

#‏حقيقة_صادمة‬

#‏حقيقة_صادمة‬
الضعفاء والعبيد والأذلاء يكرهون كل شجاع أو مثال على الشجاعة لأن ذلك يزيد من معاناتهم واحتقارهم لأنفسهم !
منقولة

الأحد، 12 يوليو 2015

هم فعلاً نواصب وهم فعلاً روافض

هذا رأيي الشخصي 
هل هي فعلاً حرب طائفية بين السنة والشيعة  ؟
لمعرفة هذا الأمر علينا أن نعرف عدة أمور :
1_الطبقة الأولى وهم القاعدة العامة الجماهيرية للسنة والشيعة هم من الجهلة ويمكنك معرفة هذا بمتابعة القنوات الدينية لكلا الطرفين فهم كالأنعام بل أضل سبيلاً وكل ما يفعلوه هو السكوت مثل الصخور على الكذب
2 _الشيعة على وجه الخصوص لا يعرفون عموامهم لماذا يقاتل او لماذا يكره فلان او فلان من رموز السنة ولا يحفظ ألا بعض القصص المكذوبة والتي أنطلت عليه بسبب جهله
3_ اهل السنة يكفرون الشيعة ويعتبرونهم مشركين لأنهم يستغيثون بالقبور والغلو بأهل البيت مع أن عند أهل السنة من القبور والمقامات والأضرحة أكثر وذلك لأن عددهم أربعة أضعاف ما لدى الشيعة او أكثر و أهل السنة يقومون بالطقوس نفسها التي عند الشيعة مع أختلاف بالتفاصيل أو العناوين فلماذا لا يكون حكمهم حكم الروافض .
4_الطبقة الثانية وهم العلماء والذين لا يعلمون سرائرهم ومبرراتهم ومع هذا يتبعونهم على عمى وضلال كأنهم حمير أقصد العوام . والطبقة الثانية هم الطبقة المنتفعة من العوام أنتفاع أجتماعي او مالي او الاثنين معاً وهذا في أغلب الأحيان . لو سألت كبار السن كم من عالم دين إسلامي أتضح بعد موته أنه لم(يختن ) كان على دين النصارى ولكنه بالمكر والخديعة أستغل صفوف العوام  وكم من ملحد معمم يسأل في أمور الدين فيفتي بما يراه صواب لهدم الدين .
5_ الطبقة الحاكمة من كلا الطرفين هم الطبقة المستفيدة مما جري ولم تخسر شيء إلا بعض الهتافات والخطبات الجوفاء التي لا ينتفع منها العامي إلا شحذ الهمم نحو جهنم الحروب ؟ فيما هو يعيشون الرغد والرغيد مما لذ وطاب .
6 _ هل هم فعلاً روافض ونواصب بالتأكيد أنهم كذلك . لأنهم رفضوا حكم الله وناصبوا لله العداء من خلال دفعهم للقرآن و أعتمادهم على الحديث مهما كانت درجة صحته . والدليل على ذلك تجد الانشقاقات في صفوف المقاتلين . فتجد السنة يتقاتلون في ما بينهم ومع الشيعة والعكس صحيح . فكل طائفة تعتمد و تأول مجموعة من الأحاديث والآيات , بما يتوافق ومصلحتها و الفائدة المرجوة منها , ولو تجد هذا الأمر عند الشيعة أقل وذلك لمكانة المرجعية التي يأمرون بأمرها ولأنهم أقلية يميلون إلى التوحد والتكاتف في أكثر الأحيان وهذا لا يعني أنتفاء المصالحة الشخصية والمادية للقادة  ولكن كل شيء بأوانه 
7_ الشيعة والسنة بغبائهم يضعفون الدول ويقوون إسرائيل  بسبب استنزاف المال والرجال و تدمير المدن والأوطان فيما إسرائيل تقوى وتتمدد عمودياً بينما تجد دول مثل العراق وسوريا واليمن ومصر وغيرها انكمشت ولم يعد لها وزن .
8_ حرب عصابات وسراق وقطاع طرق رعاع من كلا الطرفين  تستطيع أن تلمس هذا من خلال الصور ومقاطع الفيديو . تعلم أنهم لا يعرفون الله ولا يخافون الحساب وليس فيهم حتى أخلاق عصر الجاهلية  .
9 _ للذين يقاتلون حمية عن النبي او صحابته او أهل بيته أقول من أمركم بهذا ؟ هل ورد في كتاب الله آية محكمة بهذا الخصوص . أم أنها حمية الجاهلية الأولى 
10_ لماذا لا ينصر الله أحدى الطائفتين و أن كانوا قليلي العدد والعدة فكم من نصر جاء بالدعاء الخالص لله ؟ ولكن الله علم ما في قلوبهم وعقولهم فسلط بعضهم على بعض  يظرب بعضهم رقاب بعض بما قدمت ايديهم من معاصي و ذنوب .
11 _ أخيراً أن ما يحدث هو أن المسلمين نسوا التراحم والعطف بعد أن نسوا الله فسلط الله بعضهم على بعض أما وردت هذه الآية على سمع كل طائفي ليفكر بها ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ
 ) حتى يعلم أن ما يقوم به هو أتقام من الله فلا تقولون طائفية قولوا غضب من الله حل علينا وجعل بعضنا يقتل بعض 
هذا والحديث يطول ولكني فضلت الاختصار والله أعلم  أستغفره و أتوب أليه

الجمعة، 1 مايو 2015

ترك الحياء لا مبرر له

“قالتا لا نسقي حتى يُصدر الرّعاء وأبونا شيخٌ كبير”

شيخوخة أبيهما
ومشقة عملهما
وظمأ دوابهما

لم تبرر لهما الاختلاط بالرعاة الرجال

الخميس، 20 نوفمبر 2014

أهل السنة والشيعة والطريق إلى الخلاص

أذا تسلط الشيعة على أهل السنة , تنادوا أهل السنة بالظلم والاضطهاد والقتل والتشريد .
أذا تسلط أهل السنة على الشيعة , تنادوا الشيعة بالمظلومية والاضطهاد والقتل والتشريد .
ولكن ولا طائفة من الطائفتين تسأل نفسها لماذا سلط الله علينا الظالمين و "الكافرين " ونحن أهل الحق المؤمنين ؟
والجواب الصحيح لكلا الطرفين : هو لأنكم وصلتم لدرجة أصبحتم أكفر و أظلم ممن تظنه ظالم وكافر حسب معتقدك
والخلاص والنجاح لمن أراد النصر والفلاح هو في تحقيق لا آله إلا الله كما نص عليها القرآن الكريم في ( إياك نعبد و إياك نستعين ) والإستسلام التام لرب الأنام

الأحد، 16 نوفمبر 2014

هل نحن سائرون على خطى الحسين ( عليه السلام )

منذ شتاء عام 2003 ولهذا اليوم شتاء 2014 تقريباً عقد من الزمان تقام في كل عام مراسم بما يسمى ذكرى عاشوراء أو ذكرى أستشهاد الحسين عليه السلام وليس هنالك في المجتمع العراقي بكل طوائفه و أديانه لا يعلم القصة والغاية والمبرر لخروج الحسين ( عليه السلام ) في ذلك وخصوصاً الطائفة الشيعية منهم فلا يكاد بيت يخلوا من القنوات الفضائية التي تبث طول العام قصة الواقعة و الغرض منها وفوائدها و أبراز الإمام الحسين ( عليه السلام ) بصورة متكاملة بكل متعددة الجوانب منها العسكري و الاجتماعي والتعبوي .ونسمع القارئ والقاص و مرتقي المنابر وهم يسردون على مسامع الناس كل الأمور الإيجابية لهذه الواقعة بطريقة تخترق الأذان لتصل إلى صميم القلب فاعلة بذلك فعلها محركة الناحية العاطفية للمستمع . ولكن ما هو الأثر النفسي والاجتماعي على المستمعين والمتلقين لهذه القصة . التي تحمل بين طياتها صورة الإيثار والتضحية والشجاعة والكرم والصدق و الأمانة والإخلاص وغيرها من أمور يجب أن يتحلى بها أو بأغلبها الفرد المسلم . 
وألان السؤال ما هو الأثر النفسي والأخلاقي على المجتمع العراقي عامة والمجتمع الشيعي خاصة .
هل تغيرت سلوكات الناس للأحسن بحيث نرى أن المجتمع فيه ما ينم على أنه يسير على خطى الحسين أنا أخاطبك انت بنفسك وتجيب نفسك هل تغيرت أخلاقك نحو الأحسن أم انحدرت مع المتغيرات الثقافية وثورة التواصل أخاطبك وأسالك حينما تسمع صفات جند معسكر الحسين هي هي صفاتك ام صفات معسكر جند عبيد الله بن زياد والشمر وغيرهم من عسكر أهل الكوفة فأن كان جوابك هو أنك من معسكر الحسين بأخلاقك لا بحبك لان الذين قاتلو الحسين قالوا عنهم قلوبهم معك ( يعني بالحب هم يحبوك ) ولكن سيوفهم عليك ( يعني أخلاقهم وهواهم ضدك ) .
فالحسين عليه السلام اليوم لا يحتاج إلى حبك فحبك لا يفيده بشيء ولكن قد يفيده حسن أخلاقك و مخافتك من الله بحيث تعكس صورة إيجابية عن الإسلام دينه ودين جده ( عليهم السلام) الذي من أجله قتل الحسين وليس من أجل حب فلان لهُ أو كره فلان له .

لماذا المريخ دون غيره من الكواكب يا شيخ محمد علي حسن الحلي

في زمن كان الناس يعيش في حالة شبه كبيرة من الجهل خصوصاً في العراق والوطن العربي فأغلب بلدانه كانت تعيش تحت الفقر والفاقة و الأمية شبه منتشرة وخصوصاً في القرى والأرياف .
خرج للضوء في العراق كتاب الكون والقرآن سنة ( 1947) يحمل بين دفتيه أفكار غربية و طروحات عجيبة يتكلم عن السماء والسماوات والأرض و الأراضين وما الفرق بين كل كلمة وموقعها في كل آية من آيات الذكر الحكيم وما هو المقصود منها في لفضها , في يوم لم يفكر الإنسان بالوصول القمر او الدوران حوله و أكتشافه بصورة جازمة تثبت أو تنفي وجود حياة أو شبه حياة على سطحهِ , نفى الشيخ ( محمد علي حسن الحلي ) وجود أي نوع من أنواع الحياة على سطح القمر وبشكل قطعي , وبنفس الكتاب وبعد موضوع القمر بوريقات يحدثنا الشيخ عن كوكب المريخ جار الأرض و توأمها كما يسمى ويحث الناس على التوجه إليه واكتشافه باعتباره كوكب حي وتوجد عليه حياة شبية بحياتنا بشكل كبير وبعد هذا الكتاب بنصف قرن نلاحظ ونتابع بشكل غير مسبوق عن تركيز الدول على كوكب المريخ بشكل أكبر دون غيره من الكواكب التي تأخذ حيز أقل بكثير من هذا الكوكب . فهل كان من باب الصدفة أن يكرز الشيخ (محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله على المريخ دون غيره وهل هي الصدفة أن تركز المجموعات العلمية والفلكية على المريخ دون غيره بعد اكثر من نصف قرن من صدور الكتاب أم هو المقدر سبحانه الذي شاء و قدر هذا الأمر ليكون حجة لك على غيرك من الناس بصدق ما قلت وجئت به من بيان الحق لتفسير القرآن .
أضع هذا السؤال بين يدي صاحب كل عقل وباحث عن الحق والحقيقة
ملاحظة مهمة 
أن المرحوم محمد علي حسن الحلي لم يجلس على مقاعد الدراسة النظامية ولم يدخل حتى الابتدائية منها و أنما درس القراءة والكتابة فقط عند( الكُتاب كما يسمى في مصر ) أو ما يسمى ( الملا في العراق ) أو( المطوع كما يسمى في الخليج ) ففكر في هذه النقطة وطالع الكتاب من هنا هو جدير بالقراءة لكل شخص عاقل

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

كيف روج علماء الدين للكفر بالله و الدعوة لعبادة الشيطان

من ضروب الشرك الفظيعة ترك الناس عموماً و العوام خصوصاً لكتاب الله تعالى ( القرآن المجيد ) و الأعراض عن منطوقه وكلماتهِ ومفهومه و استبدالهِ بأقوال العلماء والمشايخ كما فعل من أتخذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله ولو خالف قولهم كتاب الله و أحكامه الواضحة ومثل هؤلاء قال الله فيهم [اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ ](التوبة:31) ورديف هذه الآية بالمعنى حديث عدي بن حاتم الطائي حين أسلم لرسول الله ( عليه السلام) هم لم يعبدوهم فقال النبي بلى أنهم حرموا عليهم الحلال و أحلوا لهم الحرام فأتبعوهم فتلك هي عبادتهم . كما أن الآية لا تقتصر على شعب من الشعوب ولا دين من الأديان ولا طائفة دون أخرى فهذه الأيام نرى اكثر الناس عبادة للعلماء والدعاة ولا نسمع من القرآن إلا صوت التراتيل و مسابقات التجويد بمقامات الغناء العربي وكما أنه القرآن اصبح يعامل معاملة الحرز الذي يكتبه الساحر آو رجل الشعوذة فكل ما نستطيع عملهُ مع القرآن  حين نراه هو تقبيلهُ و وضعه على الجبين دون فتحه والقراءة فيه و التدبر بمعانيه وكل هذا بسبب حفنة من العلماء ( أخزاهم الله في الدنيا قبل الأخرة ) الذي سوغوا للناس التمسك بقوالهم وترك القرآن بسبب المنافع المادية والاجتماعية [أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ](البقرة: 66) فما أضل عقولهم و أوهن أيمانهم وأسخف أفكارهم و أجهلهم بكتاب الله .

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

علمني الموت .. أنه أصل الحكاية






 موتتتتتتتتتت
الحياة والموت أهم محركا تغيير في حياتنا. قد نقضي كثيرا من الأوقات غير مباليين أو مهتمين بما نصنع إلى أن يأتي أحدهما… الموت أو الحياة، عندها ندرك ان العمر، في بدايته أو نهايته، لم يخلق عبثا وان عملا جادا ملقا على عاتقنا.
في هذه الزاوية، سننتقد ونلذع بعض الأمور الموجودة في يومياتنا السياسية والاجتماعية، لن نجرح بأشخاص ولن نستهدف فريق دون آخر.. سنقول للأعور. أعور بعينه.. وسنطلق دبابيرنا لتعقص كل من يعرض نفسه لها، ولا يحتمي منها بوضوح المنطق وحسن الأداء.. قصتي الأولى “علمني الموت”..
كتبتها من خضم الواقع لما شاهدته ومررت به من وقت غير بعيد، فأحببت أن أجعل من النهاية التي هي الموت.. بداية لهذه السلسلة..
علمني الموت
أنّه للإنسان ساعتان … ساعة يلبسها بيده ليستدل بها على الوقت، وساعة مكتوبة عليه، تُقبض فيها روحه. وشتان بين الساعتين.. فالأولى – وإن مات صاحبها وحاملها – ترى عقاربها لا زالت في سباقها الدائري، وهي تقارع الوقت وتحسب الزمان وعقاربها التي تلسع من دون رحمة أو هوادة.. لا تجامل، ولا تقبل الواسطات، ولا يعنيها إبن من يحملها . فهي مستمرة مستمرة تشق طريقها دون أن تلتفت يميناً أو يساراً، لتشاهد الذين يتناثرون من ضرباتها هنا وهناك، معلنةً أنها لا تتوقف وأن زمانها هو الزمان.. هذا الزمان الذي لم يعد يعني من يلبسها. لم يعد يعنيه لا سنين مضت من عمره، ولا ساعات حزنٍ أو فرح قضاها، ولا دقائق معدودة أنتظر بها موعداً أو آخرين ولا ثوانٍ تخطف أنفاسها ما بين شهيق وزفير.. فلقد توقف في ساعته الزمان.. وتعانقت عقاربها للمرة الأخيرة، ووقفت صامتةً حزناً على صاحبها.
علمني الموت
أن أصابع الكثيرين تنساب مرنةً رشيقةً على لوحة الأرقام الهاتفية طلباً لرقمك في سبيل الحصول على منفعةٍ شخصية ولكنها تتلعثم   و تتكبل وتتوقف مشلولةً اذا كان طلبهم لرقمك هدفه مواساتك أو الوقوف سنداً لك في مصابك الأليم !!
علمني الموت
أن الدمعة لا تعيد الأموات.. ولكنها ضرورية لتمسح الغبار عن زجاج الحقيقة.. ذلك الغبار الذي يحجب رؤيا اليقين عن أعيننا، فنظن أننا مخلدون في هذه الدنيا الفانية !!
علمني الموت
أنه في الوقت الذي يتساوى فيه الأموات تحت التراب حفاةً عراة.. يتصارع الأحياء على من سيقف أول الصف ويصاب بانهيار عصبي من كُتب أسمه على ورقة النعي من دون لقب!!
علمني الموت
أن عبارات كثيرة ستكرر، مثل: “من شوي شفته” و “هلأ حكي معي” و “الصبح ما كان شبو شي” و “كان في موعد بيني وبينه بعد الظهر”.. وأنك قد تغلق أزرار قميصك بيدك.. ولكن سيفتحها غيرك، وقد تربط حذاءك بيديك وسيحلّها غيرك، وقد تلبس ساعتك بيدك، وسينزعها عنك غيرك.. فتجهّز للزائر الذي لا يستأذن!!
علمني الموت
أنه مهما كان حجم قوتك وبطشك وجبروتك فإنك ستتنقل بكل سهولة بين الأيادي التي ستقلبك وتتحكم بكل تفاصيل جسدك بعد موتك .. فاليد التي كنت أعارك صاحبها ليسمح لي بتقبيلها .. قبلتها من دون أدنى مقاومة وباستسلامٍ كاملٍ لا إرادي.. كما يقبل العريس عروسه على جبينها.
علمني الموت
أن كلمة كنت أريد لا قيمة لها بعد الموت.. الكل سيموت وستقف فوق رأسه لتقول كنت أريد أن أفعل له كذا أو عد دقيقة لأضمك أو إرجع لنا لحظة لأقبلك وأرضيك.. فبادر الآن وافعل ما كنت ستقوله لمن مات قبلك.. فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء !!
علمني الموت
أن الإنسان ثقيل، وحمله يتعب الظهور والأكتاف… فاهتم بنفسك ولا تحمل أحداً فوق ظهرك واعتنِ بشؤونك، وابكِ ما شئت على نفسك قبل أن تبكِ على غيرك وكما يقال بالعامية “نزّل الناس عن ظهرك” فلا هم أهم من همك !!
علمني الموت
أنه وإن كان أكبر نهاية في هذه الحياة… لكنه هو هو، بداية حياة أبديةٍ سرمدية. فاللبيب من استفاد من البدايات وجعل النهايات مجرد ممر من بداية إلى أُخرى… فكل نهاية، هي بداية، وكل بداية هي نهاية… وهنا اصل الحكاية !!


منقول عن موقع الجنوبية

الجمعة، 22 أغسطس 2014

ما هي العبرة والغاية من ذكر قصص وحوادث الآيات في القرآن الكريم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي العبرة والفائدة من ذكر الآيات و المعجزات التي بينها الله على يد الأنبياء وذكرها الله في القرآن الكريم ؟
لا بد لنا أن نعلم أولاً أن كل ما في الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى عبارة عن آيات خارقة ومعجزة لا يستطيع البشر أن يأتي بمثلها ولو اجتمعوا جميعهم على هذا الأمر ولننظر ونفكر بهذه الآية الجليلة [
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ]( الحج:73) وهذا قد يكون أبسط مثال على أعجاز الخالق في خلقه . ولكننا لآننا تعودنا على مشاهدة الآيات و المعجزات التي لا يستطيع الإنسان القيام بها أصبحت مسألة طبيعية لا نفكر بها إلا ما ندر او من هم أصحاب الاختصاص في شأن ما .
فحين قراءتنا للقرآن وتمر علينا قصة الطوفان الذي حدث لقوم نبي الله نوح ( عليه السلام ) نتحير ونتسائل عن قوة المياه المتدفقة من تحت الأرض و شدة الأمطار التي نزلت من السماء فأغرقت قوم نوح المنطقة التي كان يسكنها . مع أننا نشاهد طول السنة الفيضانات التي تجتاح المدن والقرى فلا تبقي ولا تذر إلا ما شاء الله ان شاء ينجي عدد من البشر و ما حادثة جزيرة سومطرة عنا ببعيد رغم انه أغرقت او تسونامي اليابان الذي قوته أثرت على جميع مفاصل القوى في اليابان وغيرها من كوارث وسيول تسببها الأمطار ولكننا نقف اذا مر ذكر حادثة قوية او معجزة ذكرها الله في كتابه و إلا كم قرية دفنت و اصحباها تحتها وعلى سبيل المثال لا الحصر (زلزال شانشي، ويسمى أيضا زلزال محافظة هاو ، هو أكبر زلزال سجل من حيث عدد الضحايا والذي بلغ 830000 نسمة. حدث هذا الزلزال في صباح الثالث والعشرين من شهر يناير لعام 1556 في مقاطعة شانشي الصينية تأثير بالزلزال أكثر من سبعة وتسعين مقاطعة في مقاطعات شانشي، . كما أدى الزلزال إلى تدمير بقعة محيطها 840 كم في بعض المقاطعات وإلى مقتل ستين بالمائة من السكان. وقد كان أغلب السكان في ذلك الوقت يسكنون في كهوف اصطناعية وفي شقوق في الجبال والتي انهارت عليهم نتيجة الكارثة.) ويكيبيديا.
أذن فما هو السبب والعبرة من وجود آيات التخويف والعقاب و بيان قدرة الخالق سبحانه وتعالى في ما خلق و أحدث في خلقه ؟
أن الإنسان بطبيعته يحب أن يفكر في ما لا يراه فيحاول أن يرسم صورة تقربية لما يقرأ في القرآن وهذه الصورة ربما تجعله متعلقاً بهذه القصة لسبب من الأسباب النفسية فيمكنه ن يتصور قصة الناقة ويبني عليها تصورات ربما هي غير صحيحة ولكنها لا تخرج عن الخطوط العريضة لمسار الحادثة الذي بدأ من خروج الناقة من الجبل حتى حادثة عقرها و نزول العذاب على قوم نبي الله صالح ( عليه السلام ) .
كذلك حادثة صاحب الحمار ( عزريا بن هوشعيا ) هي حادثة و معجزة شخصية أي خاصة لصحابها من حيث الوقع النفسي والمعنوي ولكن من حيث التفكير بقدرة الخالق القدير ( سبحانه ) على فعل ما شاء متى شاء تتجلى لنا في هذه القصة بصورة من أبهى صور القصص القرآني وقدرة الله على أعادة خلق الأجساد بعد تحللها وتفسخا اذا اقتضت الضرورة على هذا الأمر .
أذن فالآيات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بالقرآن لا تقل منزلة عن الآيات التي تقع لنا ونراها في بديع صنع الله جل في علاه إلا ان الأولى نادرة الحدوث وقد لا تحصل مرة أخرى مثل عصى موسى وانفلاق البحر لبني إسرائيل وشجرة الأيك وغيرها من قصص الآيات وربما قد تحدث كل يوم مثل الزلازل و البراكين والفيضانات ونمو الجنين الذي اصلهُ بيضة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة فيكون بشر بأذن الله سميعاً بصيرا وتحول البذرة الصغيرة إلى شجرة عملاقة تأتي أوكلها كل حين بأذن ربها قال الله [وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ](الحج:5) .هذا وغيرها الأف المعجزات الكونية قال الله [ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ]( غافر:57)
أذن نستنج من هذا ان الآيات و المعجزات التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والتي هي حوادث زمانية و مكانية حصلت لأقوام بعينهم دون غيرهم هي لتذكر البشر بقدرة الله عليهم وتخويفهم من سلطانه و غضبه و أنتقامه وربطها ربطاً فكرياً أيمانياً بما يدور من حولنا وأن الخالق لتلك الأحداث و موجدها هو نفسه من يدير هذا الكون الذي لا يعرف سعته إلا من أوجد كل ذرةُ فيه دون ان يعجزه شيء أو يخرج عن حدود سلطانه
هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين ؟

السبت، 9 أغسطس 2014

هل يعتبر المسلمون حرمة المقابر أعلى من حرمة بيت الله أو المساجد ؟



من المفترض أن تعتبر المساجد أو الجوامع ( دور العبادة للمسلمين ) أكثر الأماكن قدسية و أولها و أقدسها بيت الله الحرام " الكعبة" ثم الأقصى المبارك "بيت المقدس " ومن ثم بقية المساجد في العالم فلا فرق بين مسجد و أخر من حيث المنزلة  إلا أذا كان هذا المسجد يروج ويدعوا لمذهب ما أو مختص بطائفة أو حزب ففي هذه الحالة هو لا يعتبر مسجد و أنما دار دعوة لهذا الحزب أو الطائفة ولا علاقة له بالله حيث أن الله سبحانه قال [  وَأَنَّ الۡمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَـَلا تَدۡعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ] وهذه الآية الكريمة لا تستثني أحد من المخلوقين فكل دعوة لغير لله لا تصح في بيت الله ولكن مع شديد الأسف هذا خلاف ما نراه ففي هذه الأيام أصبحت المساجد مدارس سياسية تدعوا إلى جهات بعينها او طرق صوفية .
 قد لا يمر يوم  لا نسمع فيه أنتهاك لبيت من بيوت الله في دولة من الدول بين تحريق وهدم لجميع ما في المسجد من مصاحف و كتب تفسير هذا أن لم يقتل المصلون أو يحرقوا وهم أحياء فلما لا نسمع من أحد من الحكام و القادة على جميع المستويات والأصعدة حالة أستنكار أو إدانة على هذا العمل الخسيس ألا بعض الأصوات من المنتديات والجعيات الإسلامية وعلى خجل و وجل . وبالمقابل أصبح حتى للخرس صوت يعلو فوق صوت صافرة الإنذار حين تم هدم القبور والتي تنسب إلى الأولياء او الصالحين و أخذت الجمعيات تشجب و قادة الدول تستنكر والهيئات تنذر وتحذر و المجمعي العلمي يستنكر ! فهل لنا أن نقول بعد هذا أن حرمة القبر و الرمم البالية لا يمكن مقارنتها مع حرمة بيوت الله ؟
ويحن نقول للناس أنتم تقدسون الموتى وتعبدون قبورهم ، استنكروا علينا هذا القول وقالوا نحن لا نعبدهم بل نقدس قبورهم عجب وما الفرق بين العبادة والتقديس فبيت الله مقدس لآنه مكان يعبد فيه الله و المقامات والأضرحة مقدسة لأنها تعبد فيها الرمم والقبور ولا فرق في الطقوس في كثير من الأحيان أذ لو قارنا بين الطقوس التي تقام في الحج وبين التي تقام عند القبور والأضرحة لما وجدنا فيها أختلاف كبير .
فلماذا هذا النفاق أو أنعدام المصالحة مع النفس لما لا نقول نعم نحن نقدس القبور وحرمتها أعلى من حرمة بيت الله لأنه في الأصل عندكم حرمة القبر أعلى من حرمات الله ( فلا حول ولا قوة إلا بالله ) ولا نقول إلا حسبنا الله في كل شخص صمت وصم على أذنه حين هدمت وحرقت المساجد في الكثير من دول العالم وصرخ حين هدمت القبور المزارات .
[أُفٍّ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ]


الأربعاء، 30 يوليو 2014

سَيُهْزَمُ الجَمْعُ..! (سلمان بن فهد العودة)


 

الحرب ذات أهمية للمجتمع الإسرائيلي ذي النسيج المفكك غير المتلاحم، فلا نجاة لهم مع وجود سلام حقيقي، وهذا ينسجم مع الخبر القرآني الصادق عنهم: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة.

الحرب أو التهديد بالحرب هو الشيء الوحيد الذي يبقي على المجتمع الإسرائيلي متلاحماً في مواجهة العدو المشترك.

وفي أيام الشيوعية كان الصهاينة يتطلَّعون إلى دور مقاومة الزحف الشيوعي على الشرق الأوسط؛ نيابةً عن الأمريكان، وبتعبير أعم: المدافع عن المصالح الغربية.

ولهذا ظن البعض -(د. عبد الوهاب المسيري مثلاً)- أنه مع سقوط الشيوعية وظهور تيار العولمة ربما تتقلَّص أهمية إسرائيل الاستراتيجية بالنسبة للغرب.

لكن يبدو أن الأمر لن يكون بالضرورة كذلك؛ خصوصاً بعدما تعاظم الشعور الأمريكي بالخطر الإسلامي، فقد استطاعت إسرائيل أن تجعل من نفسها أداةً رئيسةً لمواجهة التهديدات الجديدة، وأهمها الخطر الإسلامي، والذي توافقت مصالحها مع بعض جيرانها في وصمه بالإرهاب؛ دون تمييز بين تيارات العنف المحدودة التأثير، وبين أطياف واسعة ومعتدلة ومعبِّرة عن إرادة شعبية قوية، فحجزت لنفسها مقعداً جديداً في غاية الأهمية إقليمياً وعالمياً.

وبهذا تبدو الحرب الإسرائيلية جزءاً من الحرب الأمريكية المتجددة على الإرهاب -كما تصفه-، وهدفها تصفية المقاومة الصادقة؛ سواء كانت إسلامية أو وطنية..

إن "السَّلام" أكذوبة كبرى، وهم حين يتحدثون عنه يُخرجون ألسنتهم ساخرين، ولا يقبلون بغير العملاء الذين يُنفِّذون إرادتهم .

ولئن كانوا في الماضي يراعون اعتبارات ما فلا يُصرِّحون، فقد باتوا الآن يقولونها دون وجل؛ لأنهم وجدوا أن بعض المنابر سبقتهم إلى التصريح دون مواربة، فلم يعد لديهم ما يُخفونه، وممَّ يخافون؟ وكل شيء بأيديهم: {وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ} (2) سورة الحشر، أما {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} (2) سورة الحشر، فلم تخطر لهم على بال حتى أصبح شعبها في ملاجئه رهينة لصواريخ المقاومة، وتوقَّفت مطاراتها، ونزف اقتصادها، وبدأت الهجرة العكسية تتعاظم؛ تخوّفاً من قادم الأيام، وبدأت شعوب العالم تعرف ما يجري وترفض الجريمة الإنسانية؛ التي تنفذها الصهيونية دون مبالاة.. تنتقم القوة الغاشمة من هزيمتها الموجعة فتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتهاجم المستشفيات والملاعب والمدارس ودور الإيواء والشواطئ، وبواسطة مناظير دقيقة تحدد الهدف تتعمد قنص الأطفال، وهي لا تؤمن بحق الفلسطينيين في الحياة والعيش بسلام.

 والذين يضعون أيديهم في أيدي الصهاينة سيندمون: {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (52) سورة المائدة.

والذين يُسوِّدون حساباتهم بتغريدات الولاء للصهاينة سيمسحونها، ولكن هيهات أن تُمحى من ذاكرة الأجيال!

يا أيها اليهودْ

 لا يأخذكم الغرورْ

عقارب الساعة إن توقفت.. لابد أن تدورْ

إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا

فالريش قد يسقط من أجنحة النسورْ

والعطش الطويل لا يخيفنا

فالماء يبقى دائماً في باطن الصخورْ

من كل باب جامع.. من خلف كل منبر مكسورْ

سينهض القتلى إليكم.. حاملي أكفانهم

قد أيقظتهم نفخة في الصورْ

لم يخوضوا من قبل حرباً بمثل هذا الحلف الذي يركنون إليه.. كانوا يخافون أن تطول الحرب فتحرك كوامن الشعوب، لكنهم حين تأكَّدوا أن الأمور تحت السيطرة، مضوا مأخوذين بقوتهم الحديدية، وفي عزمهم ألا يعودوا إلى ثكناتهم حتى يكسروا المقاومة، فخيَّب الله سعيهم.. {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} (25) سورة الأحزاب.

وأسأله -سبحانه- أن يَـمُنَّ على عباده بتحقيق باقيها: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} (26) سورة الأحزاب.

وثمَّ عِبْرَتان من هذه الحملة ونتائجها:

(الأولى):  هذه الحرب على ضراوتها تؤكد أننا أمام  مشروع قلق قابل للهزيمة، وأن الهالة الإعلامية التي تحاط بها أكذوبة غير بريئة، إن انتصارات الصهاينة السابقة لا تعكس قوتهم  بقدر ما تعكس ضعف العرب والمسلمين.

لقد هزم الجزائريون فرنسا، وهزم الأفغان السوفيت، وهزم الفيتناميون أمريكا، ومن الضرورة أن نضع في الاعتبار الخلل في توازن القوى، إلا أنه لكي تكتمل الصورة.. علينا أن نتذكر أن شعب فلسطين يملك الكثير:

(1) الاستعداد للتضحية والموت في سبيل الله، وشهادة القرآن عن عدوهم {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} (96) سورة البقرة.

 

وما دام عشاق الشهادة في الحمى         فكل الذي شاد الطواغيت باطل

ويرحل قتلانا وفي الحلق غصة               يريدون عمراً ثانياً كي يقاتلوا

سنُهدي كما أهدوا ونشوي كما شووا      فمخزوننا من هذه النار هائل
 

(2) الإيمان بعدالة قضيتهم، فقد أُخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق، وحوربوا في رزقهم وأهلهم وأطفالهم.

(3) ويملكون سحب اليد من أي علاقة مع إسرائيل، وها هي دول في أوربا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا تتحدث عن قطع علاقاتها مع إسرائيل.. بينما دول عربية لا زالت تحتفظ بهذه العلاقة!

(4) إنهم يسندون ظهورهم لقاعدة عريضة من شعوب العرب والمسلمين لا يمكن أن يستمر صمتها على ما يحدث.

إن المال سلاح فعَّال في هذه المعركة، وإسرائيل تجني سنوياً مليارات الدولارات من اليهود المتعاطفين معها في العالم، فضلاً عن الدعم الحكومي الأمريكي.. والتعويضات وغيرها.

فلماذا يظل أثرياء المسلمين محجمين؟

والله تعالى جعل الجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس، بل مقدَّماً عليه: {وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} (41) سورة التوبة.

نعم؛ نحن ندرك العين المتلصصة على التبرع، والمتسرِّعة إلى التهم بدعم الإرهاب.. ولهذا نقول لكل خائف: فليدعم الأعمال الخيرية، وليندفع لإعادة الإعمار، فأرض غزة تحتاج بنية تحتية جديدة، ومدارس ومستشفيات، ومطاراً، وميناءً..

كل هذا لن يُعيد الأرواح التي أُزهقت، ولن ينشر الأسر التي أبيدت بكاملها، ولن ينزع الرعب من عيون الأطفال، ولكنه يُسهم في رفع المعاناة عن المضطرين من أبناء هذا الشعب.. وما أكثرهم!

اقترح عليَّ شاب أن افعل وافعل، فقلت: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} (80) سورة هود.

قال: أوص الشباب بالذهاب!

قلت: لا أرى الذهاب للشباب ولا لغيرهم، اتركوا المواجهة لأصحاب القضية، وهم أدرى بظروفهم وواقعهم، وأبعد عن الشتات، ويكفي أن يرسل كل متحمس منكم دعماً بقدر ديته عسى أن يكون فكاكه من النار، وإنما يتقبَّل الله من المتقين!

(5) التعبير عن الرفض والاحتجاج بكل الوسائل المشروعة؛ بالكلمة، بالخطبة، بالدرس، بالقصة، بالقصيدة، بالبرنامج..

هناك من يقدرون على إقامة الأمسيات والمهرجانات التضامنية، وهناك من يستطيعون أن يوصلوا صوتهم إلى العالم عبر وسائل الإعلام أو الفضائيات أو الشبكات الاجتماعية والأوسمة (الهاشتاقات).

(6) سلاح الوحدة وتجاوز خلافاتنا وأنانياتنا، نملك أن نتفق على  أصول الشريعة، ومعاقد إجماعها، وأصول المصالح الدنيوية؛ التي تتحقق بالتصالح والتوافق، وليس بالتصفيات، وتمزيق الأنسجة الاجتماعية في الشعوب، وشن الغارات المتبادلة!

(7) الدعاء الصادق الذي يقرع أبواب السماوات لا يحجزه بغي ولا ظلم؛ في هدآت الأسحار، وخشعات السجود، ولحظات الرقة، وساعات الاستجابة، في قنوت فردي أو جماعي، في نفل أو فرض.

(8) مليار ونصف المليار من المتعاطفين الذين يحتاجون إلى شحذ الهمة وتقوية العزيمة، وتهيئة المضمار، وتيسير الأسباب، ولو أن يشاركوا بالعاطفة الحيَّة، والوعي الرشيد، والكلمة المساندة، والإعداد للمستقبل، فالمشوار طويل.

(الثانية): إن المعركة مع الصهيونية وحلفائها ممتدةٌ زماناً ومكاناً وميداناً، ممتدة إلى الوعد الآخر: (يَا مُسْلِمُ.. يَا عَبْدَ اللَّهِ..)، وهي ممتدة جغرافياً إلى كل منطقة خطر يظنون أن سيأتيهم منها تهديد يوماً من الدهر؛ سوريا، ليبيا، مصر، العراق، اليمن.. إلخ

وهي ممتدة ميداناً في محاور متداخلة من السياسة إلى الاقتصاد إلى الإعلام إلى السياحة إلى الأمن..

إن منطقة الخليج -بنفطها، وخيراتها، وثرواتها، وموقعها الاستراتيجي- حجر أساس في المعادلة المطروحة إسرائيلياً وأمريكياً، والحلم اليهودي بالجمع بين رأس المال الخليجي والعقل الإسرائيلي واليد العاملة المصرية لايزال خياراً يروجون له بذريعة أنه يكفل أمن المنطقة واستقرارها.. 

 المعركة طويلة وعلينا أن نُعيد ترتيب أوراقنا، وأن نعمل بجِدٍّ وبنَفَسٍ طويل، ونتلافى المعارك الخاصة؛ المعارك الذاتية.

كل المخلصين لأمتهم ولمستقبلهم يجب أن يشاركوا في التفكير الواعي الذي نعيد به صياغة حياتنا وفق المتغيرات والمخاطر القائمة، وليست القضية للإسلاميين ولا للفلسطينيين بل لكل العرب ولكل المسلمين إلا من أبى!