إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 أغسطس 2014

ما هي العبرة والغاية من ذكر قصص وحوادث الآيات في القرآن الكريم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي العبرة والفائدة من ذكر الآيات و المعجزات التي بينها الله على يد الأنبياء وذكرها الله في القرآن الكريم ؟
لا بد لنا أن نعلم أولاً أن كل ما في الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى عبارة عن آيات خارقة ومعجزة لا يستطيع البشر أن يأتي بمثلها ولو اجتمعوا جميعهم على هذا الأمر ولننظر ونفكر بهذه الآية الجليلة [
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ]( الحج:73) وهذا قد يكون أبسط مثال على أعجاز الخالق في خلقه . ولكننا لآننا تعودنا على مشاهدة الآيات و المعجزات التي لا يستطيع الإنسان القيام بها أصبحت مسألة طبيعية لا نفكر بها إلا ما ندر او من هم أصحاب الاختصاص في شأن ما .
فحين قراءتنا للقرآن وتمر علينا قصة الطوفان الذي حدث لقوم نبي الله نوح ( عليه السلام ) نتحير ونتسائل عن قوة المياه المتدفقة من تحت الأرض و شدة الأمطار التي نزلت من السماء فأغرقت قوم نوح المنطقة التي كان يسكنها . مع أننا نشاهد طول السنة الفيضانات التي تجتاح المدن والقرى فلا تبقي ولا تذر إلا ما شاء الله ان شاء ينجي عدد من البشر و ما حادثة جزيرة سومطرة عنا ببعيد رغم انه أغرقت او تسونامي اليابان الذي قوته أثرت على جميع مفاصل القوى في اليابان وغيرها من كوارث وسيول تسببها الأمطار ولكننا نقف اذا مر ذكر حادثة قوية او معجزة ذكرها الله في كتابه و إلا كم قرية دفنت و اصحباها تحتها وعلى سبيل المثال لا الحصر (زلزال شانشي، ويسمى أيضا زلزال محافظة هاو ، هو أكبر زلزال سجل من حيث عدد الضحايا والذي بلغ 830000 نسمة. حدث هذا الزلزال في صباح الثالث والعشرين من شهر يناير لعام 1556 في مقاطعة شانشي الصينية تأثير بالزلزال أكثر من سبعة وتسعين مقاطعة في مقاطعات شانشي، . كما أدى الزلزال إلى تدمير بقعة محيطها 840 كم في بعض المقاطعات وإلى مقتل ستين بالمائة من السكان. وقد كان أغلب السكان في ذلك الوقت يسكنون في كهوف اصطناعية وفي شقوق في الجبال والتي انهارت عليهم نتيجة الكارثة.) ويكيبيديا.
أذن فما هو السبب والعبرة من وجود آيات التخويف والعقاب و بيان قدرة الخالق سبحانه وتعالى في ما خلق و أحدث في خلقه ؟
أن الإنسان بطبيعته يحب أن يفكر في ما لا يراه فيحاول أن يرسم صورة تقربية لما يقرأ في القرآن وهذه الصورة ربما تجعله متعلقاً بهذه القصة لسبب من الأسباب النفسية فيمكنه ن يتصور قصة الناقة ويبني عليها تصورات ربما هي غير صحيحة ولكنها لا تخرج عن الخطوط العريضة لمسار الحادثة الذي بدأ من خروج الناقة من الجبل حتى حادثة عقرها و نزول العذاب على قوم نبي الله صالح ( عليه السلام ) .
كذلك حادثة صاحب الحمار ( عزريا بن هوشعيا ) هي حادثة و معجزة شخصية أي خاصة لصحابها من حيث الوقع النفسي والمعنوي ولكن من حيث التفكير بقدرة الخالق القدير ( سبحانه ) على فعل ما شاء متى شاء تتجلى لنا في هذه القصة بصورة من أبهى صور القصص القرآني وقدرة الله على أعادة خلق الأجساد بعد تحللها وتفسخا اذا اقتضت الضرورة على هذا الأمر .
أذن فالآيات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بالقرآن لا تقل منزلة عن الآيات التي تقع لنا ونراها في بديع صنع الله جل في علاه إلا ان الأولى نادرة الحدوث وقد لا تحصل مرة أخرى مثل عصى موسى وانفلاق البحر لبني إسرائيل وشجرة الأيك وغيرها من قصص الآيات وربما قد تحدث كل يوم مثل الزلازل و البراكين والفيضانات ونمو الجنين الذي اصلهُ بيضة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة فيكون بشر بأذن الله سميعاً بصيرا وتحول البذرة الصغيرة إلى شجرة عملاقة تأتي أوكلها كل حين بأذن ربها قال الله [وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ](الحج:5) .هذا وغيرها الأف المعجزات الكونية قال الله [ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ]( غافر:57)
أذن نستنج من هذا ان الآيات و المعجزات التي جاء ذكرها في القرآن الكريم والتي هي حوادث زمانية و مكانية حصلت لأقوام بعينهم دون غيرهم هي لتذكر البشر بقدرة الله عليهم وتخويفهم من سلطانه و غضبه و أنتقامه وربطها ربطاً فكرياً أيمانياً بما يدور من حولنا وأن الخالق لتلك الأحداث و موجدها هو نفسه من يدير هذا الكون الذي لا يعرف سعته إلا من أوجد كل ذرةُ فيه دون ان يعجزه شيء أو يخرج عن حدود سلطانه
هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين ؟

ليست هناك تعليقات: