إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

علمني الموت .. أنه أصل الحكاية






 موتتتتتتتتتت
الحياة والموت أهم محركا تغيير في حياتنا. قد نقضي كثيرا من الأوقات غير مباليين أو مهتمين بما نصنع إلى أن يأتي أحدهما… الموت أو الحياة، عندها ندرك ان العمر، في بدايته أو نهايته، لم يخلق عبثا وان عملا جادا ملقا على عاتقنا.
في هذه الزاوية، سننتقد ونلذع بعض الأمور الموجودة في يومياتنا السياسية والاجتماعية، لن نجرح بأشخاص ولن نستهدف فريق دون آخر.. سنقول للأعور. أعور بعينه.. وسنطلق دبابيرنا لتعقص كل من يعرض نفسه لها، ولا يحتمي منها بوضوح المنطق وحسن الأداء.. قصتي الأولى “علمني الموت”..
كتبتها من خضم الواقع لما شاهدته ومررت به من وقت غير بعيد، فأحببت أن أجعل من النهاية التي هي الموت.. بداية لهذه السلسلة..
علمني الموت
أنّه للإنسان ساعتان … ساعة يلبسها بيده ليستدل بها على الوقت، وساعة مكتوبة عليه، تُقبض فيها روحه. وشتان بين الساعتين.. فالأولى – وإن مات صاحبها وحاملها – ترى عقاربها لا زالت في سباقها الدائري، وهي تقارع الوقت وتحسب الزمان وعقاربها التي تلسع من دون رحمة أو هوادة.. لا تجامل، ولا تقبل الواسطات، ولا يعنيها إبن من يحملها . فهي مستمرة مستمرة تشق طريقها دون أن تلتفت يميناً أو يساراً، لتشاهد الذين يتناثرون من ضرباتها هنا وهناك، معلنةً أنها لا تتوقف وأن زمانها هو الزمان.. هذا الزمان الذي لم يعد يعني من يلبسها. لم يعد يعنيه لا سنين مضت من عمره، ولا ساعات حزنٍ أو فرح قضاها، ولا دقائق معدودة أنتظر بها موعداً أو آخرين ولا ثوانٍ تخطف أنفاسها ما بين شهيق وزفير.. فلقد توقف في ساعته الزمان.. وتعانقت عقاربها للمرة الأخيرة، ووقفت صامتةً حزناً على صاحبها.
علمني الموت
أن أصابع الكثيرين تنساب مرنةً رشيقةً على لوحة الأرقام الهاتفية طلباً لرقمك في سبيل الحصول على منفعةٍ شخصية ولكنها تتلعثم   و تتكبل وتتوقف مشلولةً اذا كان طلبهم لرقمك هدفه مواساتك أو الوقوف سنداً لك في مصابك الأليم !!
علمني الموت
أن الدمعة لا تعيد الأموات.. ولكنها ضرورية لتمسح الغبار عن زجاج الحقيقة.. ذلك الغبار الذي يحجب رؤيا اليقين عن أعيننا، فنظن أننا مخلدون في هذه الدنيا الفانية !!
علمني الموت
أنه في الوقت الذي يتساوى فيه الأموات تحت التراب حفاةً عراة.. يتصارع الأحياء على من سيقف أول الصف ويصاب بانهيار عصبي من كُتب أسمه على ورقة النعي من دون لقب!!
علمني الموت
أن عبارات كثيرة ستكرر، مثل: “من شوي شفته” و “هلأ حكي معي” و “الصبح ما كان شبو شي” و “كان في موعد بيني وبينه بعد الظهر”.. وأنك قد تغلق أزرار قميصك بيدك.. ولكن سيفتحها غيرك، وقد تربط حذاءك بيديك وسيحلّها غيرك، وقد تلبس ساعتك بيدك، وسينزعها عنك غيرك.. فتجهّز للزائر الذي لا يستأذن!!
علمني الموت
أنه مهما كان حجم قوتك وبطشك وجبروتك فإنك ستتنقل بكل سهولة بين الأيادي التي ستقلبك وتتحكم بكل تفاصيل جسدك بعد موتك .. فاليد التي كنت أعارك صاحبها ليسمح لي بتقبيلها .. قبلتها من دون أدنى مقاومة وباستسلامٍ كاملٍ لا إرادي.. كما يقبل العريس عروسه على جبينها.
علمني الموت
أن كلمة كنت أريد لا قيمة لها بعد الموت.. الكل سيموت وستقف فوق رأسه لتقول كنت أريد أن أفعل له كذا أو عد دقيقة لأضمك أو إرجع لنا لحظة لأقبلك وأرضيك.. فبادر الآن وافعل ما كنت ستقوله لمن مات قبلك.. فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء !!
علمني الموت
أن الإنسان ثقيل، وحمله يتعب الظهور والأكتاف… فاهتم بنفسك ولا تحمل أحداً فوق ظهرك واعتنِ بشؤونك، وابكِ ما شئت على نفسك قبل أن تبكِ على غيرك وكما يقال بالعامية “نزّل الناس عن ظهرك” فلا هم أهم من همك !!
علمني الموت
أنه وإن كان أكبر نهاية في هذه الحياة… لكنه هو هو، بداية حياة أبديةٍ سرمدية. فاللبيب من استفاد من البدايات وجعل النهايات مجرد ممر من بداية إلى أُخرى… فكل نهاية، هي بداية، وكل بداية هي نهاية… وهنا اصل الحكاية !!


منقول عن موقع الجنوبية

ليست هناك تعليقات: