السؤال: ما الفرق بين الألوهية والربوبية؟الفرق بينهما: أن الألوهية هي العبادة، فتوحيد الألوهية معناه توحيد الله تعالى بعبادتك، أي: أن تعبد الله مخلصاً له الدين، كما قال الله عز وجل: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر:11]، وأما توحيد الربوبية فهو إفراد الله تبارك وتعالى بالربوبية، وهي الخلق والتدبير الكوني والشرعي، كما قال الله عز وجل: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ [الأعراف:54] ويتضح ذلك بالمثال: فالرجل الذي يؤمن بالله رباً ومدبراً خالقاً متصرفاً كما يشاء ولكنه يسجد لصنم، فهذا مقر بالربوبية لكنه كافر بالألوهية، والإنسان الذي لا يعبد غير الله، ولكنه يعتقد أن هناك خالقاً مع الله أو معيناً له، فإن هذا مشرك بالربوبية كافر بها، وإن كان في العبودية مقراً، لكن هذا أيضاً لا ينفعه الإقرار، كما أن من أشرك في الألوهية لا ينفعه الإقرار بالربوبية، إذ لابد من التوحيدين جميعاً: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وإنما ذكرنا ذلك لمجرد بيان الفرق، وإلا فالحكم واحد، فمن أشرك بالله في ألوهيته فهو مشرك وإن أقر بالربوبية، ومن أشرك بالله في الربوبية فهو مشرك وإن أقر بالألوهية وأخلص.
حكم الاستعانة والحلف بغير الله
السؤال: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟ وهل يجوز الحلف بغير الله؟الجواب: الاستعانة بغير الله جائزة إذا كان المستعان ممن يمكنه أن يعين فيما استعين فيه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الصدقات: ( وتعين الرجل في دابته تحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة)، وأما استعانة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا لا يجوز وهو من الشرك.وأما الحلف بغير الله فهو محرم، بل نوع من الشرك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
( محمد بن صالح العيثمين )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق