إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 أغسطس 2012

علماء المسلمين و أحبار اليهود ونقطة الالتقاء الحرجة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
[ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَىۡءٍ عِلۡمًا عَلَىٰ اللّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا افۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِالۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ الۡفَاتِحِينَ ](الأعراف:89)
طالما كانت النفس البشرية مهووسة بالسلطة والجاه و حب التباهي والظهور فقد بادرت ألى استعمال كافة الوسائل الممكنة للوصول ألى غايتها للحصول على المركز المرموق بين الناس ولو كان ذلك على حساب دينها ما تعتقدهُ في سريرة نفسها من الصواب أو الخطأ ولكن سبحانه القائل على لسان يوسف [ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفۡسِى إِنَّ النَّفۡسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّىَ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ](يوسف:53)
وتعتبر طبقة علماء الدين من اشد الناس خطورة أذ دب هذا الداء ألى قلوبهم ونفوسهم فأبنقلابهم ينقلب حال الأمة ويغلب عليها طابع الطغيان والظلم والفساد بكل مفاصله وتسلط على شعوب الأمم ملوك وقادة ظلمة لان سبب أنحراف الشعوب وعوام الناس هو تضليل علماء ورجال الدين للعوام وصناعة دين يوافق أهواء العوام ولا يخالف طريق الملوك لأن علماء الدين يريدون إن يكسبوا كل الأطراف البشرية ولو كان على حساب رضا رب البرية ومن أمثال هذه الطبقة طبقة علماء اليهود الذين ذكرهم الله في كتابه المجيد في سورة آل عمران (الآية:188) وكما فسرها مفسر القرآن والكتب السماوية (محمد علي حسن الحلي ) في كتابه تفسير المتشابه من القرآن
ثم أخذ سبحانه في ذم أحبار اليهود الذين أخذوا المال وفرحوا به وسكتوا عن عبادة قومهم للأوثان وتركوا الدعوة إلى التوحيد فقال (لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا) من المال (ويحبون أن يحمدوا) بين قومهم فيحترمونهم ويمدحونهم ويقبلون أيديهم (بما لم يفعلوا) من فعل يستحقون عليه المدح بين الناس أو يستحقون به الثواب عند الله بل لمجرد أنهم أحبار (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) أي لا تظن أنهم ينجون من العذاب يوم القيامة بعذرهم حيث يقولون إننا لم نعبد الأصنام كما عبد قومنا ، فنقول لهم ألم تكونوا علماء قومكم وأحبارهم فلم لم تعلموهم وتذكروهم بالعهد الذي أخذه الله عليهم بل سكتم عنهم وفرحتم بالمال الذي أخذتموه من مرؤوسيكم ، فهؤلاء لهم الخزي في البرزخ (ولهم) يوم القيامة (عذاب أليم)



وبهذا قد يتضح لنا أن الكثير من علماء المسلمين هم اشد شبهاً لعلماء وأحبار اليهود والنصارى من حيث أنهم قد غيروا وبدلوا معاني الكثير من الآيات التي نصت على توحيد الله وتبيين الحلال من الحرام وكل هذا بسبب حب الدنيا وأتباع الشهوات والسلطان وتذويب الدين بالدنيا وخلط الأمور على عوام الناس وتعميتهم وبهذا يحققون مبدأ التبعية العمياء من العوام لهم ويضمنون تدفق الأموال أليهم بشكل مستمر وبهذا فلم يعد فرق بين أغلب علماء المسلمين وغيرهم من الحبار والرهبان من حيث المضمون والجوهر وبقيت بعض الفروق الفردية من حيث المظهر وحسب ليس ألا وبهذا ما نقول إلا لا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم


هذا والله أعلم وأكرم
والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات: