إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 مارس 2014

حب المسلمين للنبي محمد ( عليه السلام) بين الحقيقة الثابتة والخيال

لا بد أن للشخص الذي يكون على تماس بالناس والذي يدخل في حوارات معهم ومعرفة ما يحملوه من أفكار ومعلومات في شتى أنواع المجالات التي يهتمون بها , سوى ان كانت هذه المعلومات هي حقيقية تستند في فحوها على قواعد وبيانات مدونة أو شفهية منقولة من أشخاص ذو معرفة وباع في هذا الميدان أو ذاك . ولعل مجال الدين سوى كان هذا الدين سماوي أو أخلاقي هي من اكثر المجالات التي يحمل الناس عنها معلومات سوى كانت هذه المعلومات صحيحة أو خاطئة ولكنها بالمجمل تكون كثيرة بالمقارنة مع غيرها من مجالات على سبيل المثال أذا جالست شخص كبير بالسن فلربما تجد عنده معلومات عن شخصية دينية هو متأثر بها الكثير من الأشياء بغض النظر أن كانت هذه المعلومات صحيحة أم لا .
ولو أردنا التحقق من المسلمين بما تحمله من أفكار وتصورات عن النبي محمد ( عليه السلام ) لوجدنا العجب العجاب مقارنةً بما يصوره القرآن عن هذا النبي الكريم (عليه السلام ) .
والسبب في هذا بسيط أنهم قدموا العاطفة وما تحمله في طياتها من سلبيات على كلام القرآن الكريم وربما أخذوا من القرآن ما هو يتماشى مع تصوراتهم ثم أضافوا عليه الكثير حتى بات كلام القرآن جزيئة بسيطة قد لا تمثل شيء بالنسبة لما حملوه من المعاني والمفردات .
فحب الناس للنبي محمد ( عليه السلام ) جاء بسبب تصورات الناس عن هذا النبي وما انزلوه من منازل هم يردونها أن يكون فيها والحديث الوارد عنه حين قال لأصحابه ( عليهم السلام أجمعين ) {
لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله } يبين لنا هذا المعنى من هذا الكلام و أردنا المقارنة بين تصور الناس للنبي الكريم ( عليه السلام ) وما ورد عنه في كتاب رب العالمين لوقع في نفوسنا لو جاء محمد وفق التصوير القرآني له لحاربه اكثر الناس حباً له على تصوره الخاص .
لآن محمد حسب تصور الناس هو إله ومحمد حسب التصوير القرآني له هو بشر من عباد الله من الله عليه بالرسالة فكان بها صادق وبنقلها أمين وبهذا سمي الصادق الأمين ولو كان بيننا اليوم لم يكن كلامه إلا بما ورد عنه في القرآن الكريم حين قال [
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ]( فصلت:6) كما قد كان هذا رد جميع الرسل ( عليهم السلام ) من قبله حينما قالوا [ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ](إبراهيم:11)
وهذا المعنى ينسحب على جميع الشخصيات التاريخية فالمبالغة فيها قد وقعت وبشكل عالي التحميل وفوق ما يتحمله الشخص نفسه هو وهذا الكلام ينطبق على الجميع دون أحد إلا من رحم الله كل الأديان والطوائف دون أستثناء عندها مبالغات ولو كانت بنسب متفاوتة إلا أنه موجودة و ابسط دليل في العصر الراهن والشخصية المرتقبة هو المهدي ( عليه السلام) فلو بحثنا في كتب المسلمين لوجدنا شخصية خاصة رسمتها كل طائفة وفي كل طائفة تجد الكاتب نسفية رسم شخصية للمهدي تختلف عن تصورات الباقين و أن أتفقوا على الخطوط العريضة ولكن تبقى الفروق واضحة بين هذا وذاك والروايات الموجودة التي تبين عدم إيمان المسلمين بالمهدي في بداية الأمر إلا القلة الضئيلة منهم لآن الجميع لديهم تصور خاص عن المهدي أمنوا به وبايعوه عليها وتشوقوا إليه ودعوا الله على أن يبعثه عليها و لكن عند أحقاق الحقيقة يكون الأمر جلل كما كان اليهود قبل مبعث النبي محمد ( عليه السلام ) حين نقل الله عنهم في كتابه المجيد هذا المعنى [
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ] (البقرة:89) وقد فسر هذه الآية الكريمة الراحل محمد علي حسن الحلي في كتابه المتشابه من القرآن بقوله – [QUOTE](وَلَمَّا جَاءهُمْ ) أي اليهود الذين كانوا في زمن محمّد (كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ ) يعني القرآن (مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ) من أمر التوحيد في الكتب السماوية وأنّ العبادة لا تجوز لغير الله (وَكَانُواْ) أي اليهود (مِن قَبْلُ ) مبعث النبي ونزول القرآن (يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ) أي يخبرون مشركي العرب بمجيء نبيّ ويعلمونهم صفاته ، ولفظة "يستفتحون" معناها ينبئون ويبشّرون بحدوث شيء فيه خير (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ ) يعني فلمّا جاءهم محمّد الذي عرفوا وصفه واستفتحوا بمجيئه على المشركين (كَفَرُواْ بِهِ ) أي جحدوه وأنكروه ولم يصدّقوه (فَلَعْنَةُ اللَّه ) أي غضبه وعقابه (عَلَى الْكَافِرِينَ ) به [/QUOTE]
وكذا سيكون حال بعض المعاندين إذ يجحدون المهدي عند ظهوره رغم معرفتهم بانطباق السمات والعلامات الموجودة في كتبهم مع أنّهم أوّل المستفتحين به على من سواهم .
هذا ما أردت قوله والحمد لله
والسلام عليكم ورحمة الله

ليست هناك تعليقات: