إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 يونيو 2013

منتهى الغاية في طلب الهداية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
لا آله الا الله محمد رسول الله
بسم الله الذي قال في سورة الجمعة الآية (1)[ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الۡأَرۡضِ الۡمَلِكِ الۡقُدُّوسِ الۡعَزِيزِ الۡحَكِيمِ ] وقال في سورة النور[أَلَمۡ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالۡأَرۡضِ وَالطَّيۡرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسۡبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفۡعَلُونَ (41)]
فتجلت قدرة الله في خلقهِ سبحانه وتعالى
فالحديث عن قدرة الله يأخذ أبعاد كثيرة ,
أبرزها هو حديث المحتاج لكل شيء عن الغني عن كل شيء
حديث المخلوق الذليل عن الخالق العزيز المقتدر , حديث الإنسان الضعيف عن الله القوي الجبار
فبمن ببعد العزيز تستغيث إلا بالذليل فستغث بالعزيز تعز وترجى الذليل تذل ,
[هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24 )] النور
سؤال يدور في ذهني منذ زمن هل الله يحتاج الى عبادتي وتوحيدي له وخلاصي بالعبادة إليه ماذا سيزيد هذا في ملكهِ سبحانه وتعالى
نظرت الى السماء فأذهلني منظر النجوم فهي لا تحصى ولا تعد فأحسست بصغري وضعفي هل خالق هذا الكون الفسيح الذي لا يعرف حتى حجمه ولا يقدر لا بالمساحة ولا بالزمن هو من يحتاج الى العبادة أم ان حقيقة الأمر انا من يحتاج عبداً مخلصاً خاضعاً ذليلاً بين يديه
لقد جاء في الآثر عن النبي محمد (عليه السلام ) في ما يرويه عن ربه أنه قال { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم , وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه } وتذكر قول الباري عز وجل [ مَّا يَفۡعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَآمَنتُمۡ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ](النساء 147)
ففي حقيقة الأمر نحن نعبد الله لفضله علينا ورحمته بنا وطلب للغفران عن معاصينا وخطايانا والحديث السابق يبين ذلك
فالله لا يظلم احد لا بنقصان حسنة من حسناته ولا بزيادة سيئة على سيئاته والدليل قوله تعالى [وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ]( طه 112) وكذلك يبين مدى فضل الله على عباده في كل امور الحياة فلا فضل للبشر حتى على نفسه فأن الفضل الحقيقي يعود لله وحدة بأن هدنا إلى العبادة والتوحيد
فكم نرى من الناس من يتكبر على الله والله هو الغني الحميد وقد جاء في الأثر عن النبي في الحديث القدسي انه قال { قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار }
ففي حقيقة الامر نحن نعبد الله راجين رحمته سائلين دفع غضبه وعذابه كما قال إبراهيم في سورة مائدة [ إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ ]
لذلك في حقيقية الأمر نحن من نحتاج الى الله لكي يهدينا الى طريقه المستقيم ويدلنا الى خير العبودية وهذا هو دعاء جميع الأنبياء والرسل الى الله بأن يهديهم الى طريق النجاة فهذا دعاء إبراهيم عليه السلام يقول [ رَبَّنَا وَاجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسۡلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ] وغيرها من الأدعية المذكورة في كتاب الله
عن لسان الرسل والأنبياء تطلب الرحمة والغفران والهداية من الله
ففي الحقيقة والخلاصة نحن من نحتاج الى ان نكون عبيد مخلصين لله وليس غير الله فهو الخالق العظيم الرزاق الكريم والذي نرجوا شفاعته يوم الدين أذن فالغاية الحقيقة من العبادة هو طلب رضا الله ويجاد سبب لطلب هذا الرضا وهذا السبب هو تحقيق العبودية والخلاص فيها

والحمد لله رب العالمين
هذا والله اعلم واكرم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات: