إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 يونيو 2013

سؤال حول وجود المذاهب الإسلامية يرد عليه الشيخ محمد العثيمين


مدى وجود المذاهب الإسلامية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم
السؤال: إن هناك عدة مذاهب في الدين الإسلامي، ومنها المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الحنفي والمذهب المالكي، ويقال: إن هناك مذاهب أخرى، هل تلك المذاهب كانت موجودة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟الجواب: هذه المذاهب ليست موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه المذاهب في الحقيقة ما هي إلا آراء اجتهادية من أئمتها رحمهم الله، وهم مع ذلك مجمعون قاطبة على أنه متى تبين الدليل فإن الواجب اتباعه وطرح آرائهم، خلافاً للمتعصبين لهم الذين يجعلون أقوال هؤلاء الأئمة بمنزلة النصوص الشرعية التي لا تجوز مخالفتها، والتي يعتبرون مخالفتها منكراً، وهذا حرام عليهم ولا يجوز لهم، فكل من تبين له الدليل واستبانت له السنة، فإنه يحرم عليه أن يقدم عليها قول أحد كائناً من كان، حتى ولو كان أبا بكر و عمر و عثمان و علياً رضي الله عنهم أجمعين، فإن الواجب بإجماع أهل العلم على من استبانت له السنة أن يتبعها على أي مذهب كان، وبهذا نعرف أنه ينبغي لأهل العلم أن يكون أكبر همهم الدأب على البحث في مصادر السنة، بل في مصادر الشريعة وهما الكتاب والسنة علماً وفهماً وتفهيماً وعملاً، حتى يرجع الناس إلى ما كان عليه السلف الصالح من الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحتى يحصل الاتفاق والائتلاف بينهم، لأنه لا يمكن أن يحصل تمام الاتفاق والائتلاف مع وجود التنازع في الآراء والاختلاف، حتى ولو كانت فقهية من الأمور التي يسمونها فرعية، فإنه لابد أن يحصل تباين وتباعد بين المسلمين إذا تعصب كل منهم لما كان عليه إمامه، مع أن الأئمة رحمهم الله وجزاهم خيراً والمحققون من أتباعهم والعلماء كلهم يرون أنه لا يجوز لأحد تستبين له السنة أن يخالفها لأقوالهم.
بداية ظهور المذاهب الفقهية
السؤال: في أي زمن ظهرت المذاهب الفقهية ولماذا ظهرت؟الجواب: ظهرت هذه بعد انقراض العصر الأول من الصحابة رضي الله عنهم، في القرن الثاني من قرون هذه الأمة، أما لماذا ظهرت؟ فهذا السؤال لا يمكن الإجابة عليه، لأن ظهورها لم تظهر لأجل أن تتبع، ولكن الذين قالوا بها من الأئمة هذا هو اجتهادهم، لكن صار لهم أتباع وطلاب أخذوا عنهم ثم نشروا هذه المذاهب، وما زالت تتسع باتساع الأمة الإسلامية حتى كثر أتباعها، وغالب المسلمين انحصروا في هذه المذاهب الأربعة، مع أن هناك مذاهب أخرى لها ما لهذه المذاهب، وعليها ما على هذه المذاهب من التصويب والتخطئة، لأن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم اعتناق مذهب من المذاهب الإسلامية
السؤال: هل من الوجوب على المسلم أن يعتنق مذهباً معيناً من هذه المذاهب؟الجواب: الصحيح أنه لا يلزم أي أحد من المسلمين أن يعتنق مذهباً من هذه المذاهب، وإنما يجب عليه أن يعتنق ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنه إذا كان ليس أهلاً لذلك -أي: ليس أهلاً لأخذ الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم- فإن عليه أن يسأل أهل العلم، سواء كانوا منتمين إلى هذه المذاهب أم غير منتمين، أن يسألهم ليعمل بما يقولون؛ لقول الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، فهذا هو الواجب عليه، إذا كان لا يستطيع أن يصل إلى معرفة الحق بنفسه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الواجب عليه أن يسأل من يثق به من أهل العلم.

ليست هناك تعليقات: