بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله حمداً على عظيم نعمته و أشكره على تُوفِقيهِ لهدايته و اشهد أن لا
آله إلا الله لا شريك له في ربوبيته ولا ند له في ألوهيته فهو الكامل بذاته
المتعالي عن خلقه بجميع صفاته فلا شيء يماثلهُ ولا يعادلهُ ولا يعلم عن
ذاتهِ واشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله للناس كافة يبشرهم بجنته ونذراً من نقمته فالحمد لله على ما جاء به محمد من الكتاب الكريم والفصل المبين والسراج المنير وحبل الله المتين القرآن الكريم
استوقفتني عبارة في أحد المواقع الإسلامية إلا وهي (يجب أن يعلم المسلم أن الكتاب والسنة في منزلة واحدة من حيث الاحتجاج ووجوب الإتباع
) والكتاب يعني به القرآن كلام الله الخالق العظيم والسنه هي كل ما ورد عن
النبي من أقوال و أفعال و رحت افكر في هذه العبارة هل هي صحيحة
من حيث العقل والمنطق الديني فحتى صغار السن من المسلمين يعلمون أن هنالك
فرق بين الله والبشر بين الخالق والمخلوق بين العليم والمتعلم , فالحديث
النبوي جل الناس تعلم به الضعيف والموضوع والحسن والصحيح وغيرها من درجات
الصحة فهل يوجد في القرآن درجات بالصحة أو السند أو العنعنة و الرواة , ثم
لو فرضنا جدلاً أن الكتاب والسنة في منزلة واحدة فما الداعي من الإثنين لنترك القرآن ونتمسك بالحديث ( وهذا هو الحاصل فعلياً ) عند بعض علماء السنة والله يقول في كتابه العزيز [ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِم يَعۡدِلُونَ
]( الأنعام:1) , ثم أن هنالك تعارض في كثير من الأحاديث و القرآن وفي
الأحاديث نفسها تضارب فمن نأخذ وعلى من نستند ثم لو كان النبي( عليه السلام
) اليوم حياً هل سيأمرنا بترك القرآن والأخذ بالحديث أو هل يرضى بالقول
أنه لا فرق بين ما يوحي به الله وما يقوله النبي , طيب ومن باب أولي أن
نقول أن كتاب اليهود والنصارى هما مثل القرآن في نفس الدرجة والمنزلة لأنها
فيهما الكثير من وحي الله و حكم الأنبياء ولكن الفرق بين القرآن والكتب
السماوية الأخرى بين واضح فلا يصح القول بالمساواة بأي حال من الأحوال لان
الكتب ألسماوية غير القرآن تلاعبت بها ايدي البشر و كذلك الحديث لم يدون
على أنه واجب إلا في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز فكم شخص قال الحديث حتى
وصل لمرحلة
التدوين والقرآن كان يكتب مباشرتاً عن النبي . لذلك على علماء المسلمين
الكف عن هذا القول والرجوع إلى كتاب الله وتحكيمه في ما يقولون ( أي يجعلون القرآن ميزان الحديث وليس العكس ) أو الكف عن المغالاة في النبي فقد أوصلتموه حد لم يكن عليه وهو حي بين أهله و أصحابه ومن قتل بين يديه في سبيل دعوته إلى الله
خلاصة
الكلام أن جزء مما وصف بالحديث هو كلام محمد( عليه السلام ) والقرآن كله
كلام الله (رب وخالق ومميت ورازق والمتفضل على محمد ) فلا مجال للمساواة بين كلام الإثنين بأي وجه من الوجوه وأي حال من الأحوال لان القول بالمساواة تعني انه لا فرق بين الله ( سبحانه وتعالى ) وبين النبي محمد ( عليه السلام ) وهذا يدخل في باب العدل بين الخالق والمخلوق والمساواة بينهما وهذا يقع ضمن حدود الآية الكريمة سابقه الذكر وذلك في قول الله [
قُلۡ هَلُمَّ شُهَدَآءكُمُ الَّذِينَ يَشۡهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ
هَذَا فَإِن شَهِدُوا۟ فَلاَ تَشۡهَدۡ مَعَهُمۡ وَلاَ تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ
الَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤۡمِنُونَ بِالآخِرَةِ
وَهُم بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ ](الأنعام: 150)
اللهم
لا تأخذنا بذنوبنا ولا ذنوب غيرنا يا الله اللهم ردنا إليك رداً جميلاً يا
الله يا ذو الجلال والإكرام و أخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام على عباد الله المخلصين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق