إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 17 يونيو 2013

جسداً , قبر و قبة . ثلاث أمور أذا أجتمعت أصبحت صنم و أو وثن

 
بسم الله الرحمن الرحيم
جسداً , قبر و قبة . ثلاث أمور أذا أجتمعت أصبحت صنم لأنها لو تفرقت في الحقيقة تكون أمور عادية لا تمنح البشر أي قدسية فجسد الإنسان الحي هو في الحقيقة عند البشر أقل بكثير مكانه منه وهو ميت ولذلك لم نجد في الآيات القرآنية على تعظيم الأنبياء بين أقوامهم و أتباعهم من المؤمنين ولا في الأحاديث والروايات التي تأخذ منظار أو منحى قرآني ولكن التعظيم والقدسية للجسد تأتي بعد وفاه أو مقتل هذا النبي أو الرجل الصالح وكأن الإنسان الميت هو أقوى وأقدر منه وهو حي و أوضح قول في هذا المقام ما قاله السيد المسيح ( عليه السلام )مخاطباً اليهود { ويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء و أباءكم قتلوهم .}
فأغلب الأنبياء كانوا محل سخرية و أستهزاء من أعدائهم ومحل أحترام وتقدير من أتباعهم من المؤمنين أي لا توجد قداسة ولا تعظيم منهم إلى نبيهم وقد أشار القرآن إلى هذا المعنى في موطن كثيرة على سبيل المثال لا الحصر قل الله سبحانه وتعالى [ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأۡكُلُ الطَّعَامَ وَيَمۡشِى فِى الۡأَسۡوَاقِ لَوۡ لَا أُنزِلَ إِلَيۡهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا ](الفرقان:7) وهذا يبين أن الأنبياء كسائر الخلق يقظون حوائجهم بأنفسهم سواء كانت تجارة او صناعة أو بيع وشراء و كذلك من الآيات التي تبين أن البينة الجسمية لبعض الأنبياء ليس كما يصورها القصاصين و المغالين ففي آية تبين أستهزاء المشركين من وضعية النبي وحشاه لان المكانة عند الله ليس في الجسم ولا في طول القامة أو الضخامة بل تكون في التقوى والورع والتفكر في ما خلق الله فذلك قالوا [وَإِذَا رَأَوۡكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ](الفرقان:41) ولكن بسبب ميل البشر للقوه العضلية والجسمية يصورون الأنبياء على انهم جبابرة عمالقة ذو طبيعة خارقة لكي تتناسب مع ما وصل أليه هذا النبي او الولي في عقل الإنسان " العابد " لهم وهذا لآن الوقع النفسي يكون أكبر منه في ما اذا كان الحديث عن الورع والتقوى وفي بعض القصص والروايات تبين بعض الرجال الصالحين تصور لا يوجد له مثير حتى في قصص الأطفال من حيث المبالغة في القوه ولذلك تجد أن أكثر الناس أصحاب القبور يقبلون الضريح يتخيلونه يلامس الجسد والكثير حين تسأله عن سبب تقبيله ومن يقصد في هذا التصرف يستشهد ببيت الشعر لقيس أبن الملوح
أمر على الديار ديار ليلي أقبل ذا الجدار وذا الجدارِ
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
أي في هذه الحالة أن الناس تقبل جسد الميت وفي هذا أشكالية أسبق وان طرحها في موضوع (تسلل الشذوذ الجنسي الى عبادة اليهود والنصارى والمسلمين السنة والشيعة ) من قبل الأخ أبو صالح
وفي حاله القبور فأي قبر أن لم تكن عليه قبة و أن كان الذي تحتها من كان لا تأخذ القداسة والعبادة التي يأخذها من فوقه قبة ولو كان تحتها من كان ولذلك نرى أن النبي وأهل بيته قد شددوا في كثير من الأقوال على أن عدم البناء فوق القبور { لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً فأن الله لعن اليهود حيث أتحذو قبور أنبيائهم مساجد } وهذا الحديث مشهور عند السنه والشيعة .
فإذا ما أزيلت القبة وما وحولها من أبنية هدم نصف ( ما أصبح بالطقوس والإعقاد به ) صنم أو وثن يعبد من دون الله وإذا ما تسوى القبر مع الأرض أختفى الصنم عن الوجود وصار قبر عادي ليس له مكانه في نفوس البشر التعبدية والتقرب إلي الله من خلاله ولذلك نقول أن من الجسد والقبر والقبة يتكون وثن يعبد من الله وكلما كبر حجم القبة وتذهبت أو نقشت وتم تزيينها كبر الوثن في قلوب العابدين له وا لحافدين إليه , وقد جاء في انجيل المسيح حسب البشير متى {29: ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء وتزينون مدافن الصديقين } وقد بين الشيخ المرحوم محمد علي حسن الحلي في كتابه (ساعه قضيتها مع الأرواح ) وبين ما هو مختلف فيه في موضوع (قبور الأولياء).
ولذلك فأن الأنبياء والصالحين كانوا غالباً ما يخفون قبروهم عن الناس إلا تكون لهم فتنة ويبنوا عليهم البنيان لان من طبيعة البشر يبحث عن الملموس و المادي فلذلك ترى المعتقدات الوثنية داماً ما تركز على البناء والمبالغة فيه والدليل على هذا وجود الإهرامات التي هي قبور الفراعنة فكلما كبر الهرم زادت قدسيته في قلوب ونفوس المصريين القدماء ولان الشريعة السماوية شريعة الله هي ضد التقديس إلا لله سبحانه وتعالى وجبت ان تكون القبور غير مرتفعه عن الأرض { قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام (( يا علي ادفني في هذا المكان وارفع قبري من الأرض اربع أصابع ورش الماء عليه )) ( أصول الكافي : 1/ 450 _ 451 , وسائل الشيعة :2/856) } . وبهذا تتبين لنا العلاقة بين الجسد والقبة و القبر فإذا ما أجتمعت كونت وثن يعبد من دون الله والعياذ بالله من الشيطان الرجيم
والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات: