إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 20 يناير 2013

ما هو الموت ؟؟ ماهي حقيقة عودة الروح الى الجسد في قبره ؟؟ هل هنالك خرافة وثنية ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا آلاه إلا رب الرحمن الرحيم
ما هو الموت

ليس الموت الذي نعرفه هو زوال الإنسان من الوجود ، ولكنّ الموت هو انفصال النفس عن الجسم أي انفصال الهيكل الأثيري عن الهيكل المادي . وبعبارة أخرى أقول إنّ الموت ولادة ثانية للإنسان أي هو ولادة النفس من الجسم ، فالنفس مولود والجسم والد ، فإذا ولدت النفس من الجسم فالجسم يفنى بعد ذلك ويكون تراباً ، أمّا النفس فهي باقية لا تفنى ولا تزول وهي الإنسان الحقيقي ، وقد جاء في الحديث عن النبي (ع) أنه قال : "ليس للإنسان زوال ، بل نقلٌ وانتقال من دارٍ إلى دار ." ، فالإنسان إذاً لا يموت وإنما الموت للأجسام المادّية فقط ، وقد قال أبو العلاء المعرّي في ذلك :

خُلِـقَ الـنَّـاسُ للبَقَـاءِ فضَلّـتْ أُمّــةٌ يَحْسَبُـونَهُـمْ للنّفــادِ

إنّمـا يُنْقَلُـونَ مِـنْ دَارِ أعْمَـالٍ إلَـى دارِ شِـقْـوَةٍ أو رَشَــاد

وقال الله تعالى في سورة البقرة {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} ، وقال عزّ من قائل في سورة آل عمران {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} فالإنسان إذاً لا يموت وإنّما الموت للأجسام فقط . وجاء في إنجيل متى في الإصحاح العاشر قال المسيح لتلاميذه : "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكنّ النفس لا يقدرون أن يقتلوها ..
(منقول من كتاب الإنسان بعد الموت للراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله )
حقيقة لا أعلم من أين جاءت فكرة أن الأموات يحيون في قبورهم ولكن بالتأكيد هي فكرة لها امتداد وثني فليس فقط المسلمين من اصبحوا يعقدون هذا لا بل أن الفكرة اصلها في معتقدات وثنية مثل الفرعونية فلو سألنا طفل كيف يموت الإنسان لقال في جواب بديهي تخرج روحه من جسده ولكن ماذا لو عادت الروح ألى الجسد فبالتأكيد سوف يرجع حي كما كان وعلى سبيل المثل لو أن مصباحاً كهربائياً أوصلته بالكهرباء لأضاء ولو فصلت عنه الكهرباء لنطفئ ولو نقطع السلك الداخلي للمصباح لما توهج مرة أخرى حتى لو أوصلته بالكهرباء لان السلك قد تلف فلا جدوى منه مرة أخرى فكذلك جسداً الإنسان بعد الموت يبدأ بالتلف تدريجاً حتى يصبح جيفة وبعدها رمم بالية لا اثر لها ولا تأثير فلا مكان للروح فيه , فلو سألنا إي أنسان هل من في القبر حي أم ميت لجاء الرد متشتت لا يصل بك ألى شيء بل يدور في كلام لا أصل له ولا دليل وعلى سبيل المثال لا الحصر لو سألنا احد هل النبي حي في قبره أم ميت
فلو قال لك انه حي فقلت له كيف حي وهو داخل القبر قل لك أن روحه عادت أليه بعد الدفن !!! إذن هو ليس بميت هو حي لماذا لا يخرج من القبر ولماذا هو حبيس قبره ولماذا لا تصعد روحه ألى السماء في الجنة أ ليست الجنة افضل من القبر مهما كان الوصف أو التوسعة فيه وكيف تعود الحياة ألى الإجساد بعد التلف وهذا السؤال يدفعنا ألى سؤال أخر لو إن كل نبي أو رجل صالح هو حي تحت الأرض إذن فجميع من خلق الله من الأنبياء والصالحين والشهداء هم تحت الأرض إحياء !! ( أذن الحياة تحت الأرض افضل من فوقها ) فهل يحمل هذا عقل يفكر في أمر الروح والجسد والجنة ولكن حين قرأتي لكتاب ساعة قضيتها مع الأرواح ( للراحل محمد علي حسن الحلي ) تبينت عندي الفكرة الصحيحة التي لا يساورها شك ولا تسائل فقد جاء في هذا الكتاب وتحت عنوان (نفوس الأولياء )

لقد ثبت في الكتب السماوية بأنّ الأنبياء والأولياء والشهداء حين انفصالهم عن أجسامهم بالموت يصعدون إلى السماء إلى الجنان ولا يبقون على الأرض ، أمّا سائر الناس فيبقون على الأرض حتّى يستوفوا عقاب سيّئاتهم ثمّ يُحشَروا يوم القيامة للحساب والجزاء ، ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة آل عمران في وصف الشهداء {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} أي عنده في الجنان الأثيرية تحت العرش ، وقال تعالى في سورة آل عمران في قصة عيسى بن مريم {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} يعني رافعه إلى السماء إلى الجنان . وقال تعالى في سورة النساء {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } ، وقال تعالى في سورة مريم في قصة إدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} يعني رفعه إلى السماء إلى الجنان ، وقال تعالى في سورة ي س في الرجل الصالح غمالائيل {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} ؛ فالأنبياء والأولياء إذاً يصعدون إلى السماوات حين موتهم ولا يبقون على الأرض

وبهذا تفند فكرة أن النبي أو الأنبياء أحياء في قبورهم أو غيرهم والدليل العقلي والنقلي الذي لا يساوره شك فالحمد لله على نعمة الهداية للحقيقة الصادقة
فالحمد لله الذي هدنا لهذا وما كنا نهتدي لولا هدنا الله


ليست هناك تعليقات: