بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان علمه البيان أورث الصالحين منهم الجنان وعاقب المسيء بذنبه وهو العليم بما قد كان منه وبان الحمد لله ذو العزة والجبروت الحمد لله صاحب الملك والملكوت الحمد للحي الباقي فلا يموت الحمد للذي قدر على كل مخلوقاته الموت ووصف نفسه بالحي القيوم فالحمد لله الحمد لله الحمد لله .
نمر هذه الأيام والسنين بفتن وتغيرات وتقلبات لا يعلم منتهاها ولا مبتغاها إلا الله فكثر فيها القتل والتنكيل فلا يكاد أن يمر يوم دون أن نسمع عن عدد من القتلى لآي سبب كان سوى كان من الأرض أو من السماء مثل الحروب والزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها أو من أمطار وأعاصير وصواعق وهكذا. فالموت لا يمر يوم دون أن يحصد أرواح من البشر . ولكن دون ان ننتبه وفي غفلة منه نحن سائرون مع العلم هذا مصير جميع سكان هذه الأرض وسكان الكواكب السيارة الباقية .
يقول الله في محكم كتابه العزيز [ كُلُّ نَفۡسٍ ذَآئِقَةُ الۡمَوۡتِ ](آل عمران:185) .
إذاً من الأمور الحتمية لكل مخلوق هو الموت يقول الله العزيز الحكيم [ قُلۡ إِنَّ الۡمَوۡتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمۡ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الۡغَيۡبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ](الجمعة:8)
فالحياه في هذه الأرض موقوفه ومحدود بأجل ومن ثم تأتي نهايتها فالصالحون والطالحون للموت مساقون كارهون او راغبون عابدون او عاصون فالموت هو القدر المحتوم لكل أمير او فقير لكل وزير او غفير
اخي انتبه فالموت أليك يشد الرحيل وما انت الا أنفاس تخرج منك فلا تعود و والوقت محدود ويوم غداً لربك تعود [ وَجَآءتۡ سَكۡرَةُ الۡمَوۡتِ بِالۡحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ ](ق:19)
الحق انك ميت والله حي لا يموت والحق انك مبعوث ليوم يقوم الإشهاد لرب العباد فما الحال وما هو المقال
هل انت مرضي عن الله ام انت من أصحاب الهوى والرغبات
انتبه أخي فالموت منك قريب وتذكر سترجع الى الحسيب الرقيب .
أخي , أختي . أتنبهوا فالموت قادم وهو موجود في كل زمان ومكان أنها الحقيقة الكبرى التي لا مفر منها إلا ألى الله الرحيم [ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّى لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ](الذريات:50)
أن الموت حقيقه ترعب اكثر البشر لأنها تنقل الناس من حال ألى حال ومن مجال ألى مجال
فما هو الموت يقول المرحوم محم علي حسن الحلي في كتابه الإنسان بعد الموت شارحاَ هذه الجرئية في حياه البشر ( ما هو الموت: ليس الموت الذي نعرفه هو زوال الإنسان من الوجود ، ولكنّ الموت هو انفصال النفس عن الجسم أي انفصال الهيكل الأثيري عن الهيكل المادي . وبعبارة أخرى أقول إنّ الموت ولادة ثانية للإنسان أي هو ولادة النفس من الجسم ، فالنفس مولود والجسم والد ، فإذا ولدت النفس من الجسم فالجسم يفنى بعد ذلك ويكون تراباً ، أمّا النفس فهي باقية لا تفنى ولا تزول وهي الإنسان الحقيقي ، وقد جاء في الحديث عن النبي (ع) أنه قال : "ليس للإنسان زوال ، بل نقلٌ وانتقال من دارٍ إلى دار ." ، فالإنسان إذاً لا يموت وإنما الموت للأجسام المادّية فقط ، وقد قال أبو العلاء المعرّي في ذلك :
خُلِـقَ الـنَّـاسُ للبَقَـاءِ فضَلّـتْ أُمّــةٌ يَحْسَبُـونَهُـمْ للنّفــادِ
إنّمـا يُنْقَلُـونَ مِـنْ دَارِ أعْمَـالٍ إلَـى دارِ شِـقْـوَةٍ أو رَشَــادِ
وقال الله تعالى في سورة البقرة {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} ، وقال عزّ من قائل في سورة آل عمران {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} فالإنسان إذاً لا يموت وإنّما الموت للأجسام فقط . وجاء في إنجيل متى في الإصحاح العاشر قال المسيح لتلاميذه : "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكنّ النفس لا يقدرون أن يقتلوها ."
سؤال 4: قال الله تعالى في سورة الملك {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ، فما معنى قوله تعالى {خَلَقَ الْمَوْتَ} ، فهل الموت شيء مادّي فخلقه الله تعالى أم هو عارض ؟
جواب : الموت هنا يريد به الجماد ، كقوله تعالى في سورة البقرة {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ...الخ} ، ومعناه : كنتم جماداً فجعلكم أحياءً تسمعون وتبصرون ، وذلك لأنّ الإنسان كان جماداً في أوّل أمره ؛ فقد خلق الله تعالى أبانا آدم من الطين ، أمّا أولاده فمن مركّبات وعناصر أرضية كالصوديوم والبوتاسيوم والكلس والكبريت والكاربون والفسفور وغير ذلك ، فامتصّتها الأشجار والنباتات من الأرض فأصبح فاكهة في الأشجار أو حباً في السنبلة ، فلمّا أكلها الإنسان صارت في صلبه ماءً ، ثمّ انتقل ذلك الماء إلى رحم المرأة فصار في رحمها طفلاً ، فهذا معنى قوله تعالى {كُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} أي كنتم جماداً فجعلكم أحياءً ، وقال تعالى أيضاً في سورة الأنعام {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي ِ...الخ} ، و قال تعالى في سورة النحل {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ . أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ، فقوله تعالى {أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء} يعني الأصنام التي يعبدونها هي جمادٌ لا حياة فيها.
فقوله تعالى{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} بعني خلق الجماد والحياة ، ولذلك قدّم كلمة "موت" على "الحياة" لأنّه تعالى خلق الجماد قبل الحياة . أمّا خلقة الحياة فهو مفهوم لأنّ منشأ الحياة من حجيرات حية نامية وإنّ الله تعالى خلق تلك الحجيرات وخلق كلّ شيء )ن.هـ
تذكر هذه الكلمة الموت يسير نحوك بلا تأخير وبلا موعد مسبق فعد العدة وتجهز للرحيل فقد طالت بك المدة
فكيف بك أخي أذا وقفت أمام الملك مكشوف الحال ليس لك غير عملك بعد الله ينجيك مما انت فيه فحظر للسؤال جواب وخذ من الدنيا زاد يرضى فيه عند رب العباد وخذ خطوه نحو التوحيد تنجوا بها من أول و اهم سؤال
هذا والله اعلم واكرم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق