الحمد
لله المتعالي عن الأنداد المقدس عن الأضداد المنزه عن الأولاد الباقي على
الأباد الحمد لله الذي رافع السماء السبع بغير عماد جعل النجوم فيها زينة
من غير إجهاد الحمد لله باسط الأرض ممهدة للسائرين فيها طالبين رزقهم من
رب العباد انزل الجبال ورساها وجعلها أوتاد
الحمد لله للذي يرزق الخلق بأجمعه ولم ينسى احد وما لرزقه من نفاذ الحمد لله الذي يعفو ويصفح عن طالبين الصفح جموعاً وأفراد اللهم اجعل عملي هذا خالصاً لوجهك فلا اشرك به معك احد فليس لأحد أستحقاق بالعبودية ولا بالربوبية وهذا أقرار قلبي وجوانحي فالشكر كل الشكر لك وحدك لا شريك لك . فالحمد لله الحمد لله الحمد لله لا آله إلا الله .
تختلف مشارب الناس ورؤاها ومناهجها ومبتغاها فالكثير يبتغي رضا الله والقليل هم من يبتغي رضا الشيطان وهذا بديهي ومنطقي وهذا ما تحدثنا به الأنفس وتقر به القلوب ولكن السؤال هو هل المسار صحيح على منهج رباني مكتوب في مصحف الرحمن إم أن الخطى والمسير على منهج ابتدعه الشيطان وحدث النفس به واغراها وزين لهم خطواتهم [ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ]( النحل:63) لذلك هم في هذه التبعية مشتركون فالكثير من الناس هم في اتباع الشيطان متفقون ولو اختلفت الطريقة والرؤية ولو تضادوا وتقاتلوا وتخاصموا إلا انهم في اتباع الشيطان سائرون دون تفكر أو تبصر و أول عمل للشيطان وأهمه هو جعل الناس أن يتركوا عبادة الله وتوحيده الشرك به أو الكفر بأي طريقة من الطرق فليس المهم من تشركه مع الله لكن المهم أن تشرك أو تكفر مع الله فمن البديهي أن يكون عدو كل مشرك هو الموحد لله لآن الموحد لله هو عدو الشيطان الذي يتبعه كل مشرك موجود أي بشكل مفصل كل ما يخرج من الإنسان من التوحيد يسلك طريق يتبع فيه الشيطان ويكون من حزبه وأنصاره [ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ](فاطر:6)
ومن أهم الإشارات التي تشير بهذا الشيء هذه الآية [ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا ](النساء:51)وتفسريها هو كما جاء في كتاب تفسير المتشابه ل( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله
لذلك نقول ان كل من لم يسر
على منهج التوحيد الحقيقي والصحيح الذي جاء به القرآن هو عدواً لله ونصير
للشيطان وحليف لليهود والنصارى ولو كان على حرب معلنه وداميه معهم لان
الأصل هو الحب في الله والكره في الله و أقرار العبودية لله وليس لأحد سواه
لا لملك مرسل ولا ملك منزل ولا ولي ولا إمام ولا اي مخلوق فالعبودية الحقه
هي للخالق وحده والذكر الدائم هي لله وحده والحمد والموصول لله وحده [تَرَى
كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا
قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي
الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ]( المائدة:80) [
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
](المائدة:51) فمن البديهي أن الكفار والمشركين هو عدوهم الأساسي والحقيقي
هو كل شخص موحد مهما كان عرقه أو جنسيته أو لغته لان بالأصل العداوة بين
وليهم الشيطان وخالقهم الرحمن فكل شخص ينتمي لحزب حزب الشيطان هل الكفر
والشرك والضلال واصحاب الهوى والقول من غير حجة في كتاب الله ولا دليل
يوافق قول الله بل هو العبودية للشيطان الذي يزين للناس أعمالهم [أَلَمْ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا۟ بِمَآ أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓا۟
إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوٓا۟ أَن يَكْفُرُوا۟ بِهِۦ وَيُرِيدُ
ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًۭا(60) وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ تَعَالَوْا۟ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ
رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًۭا(61) فَكَيْفَ إِذَآ
أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌۢ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآءُوكَ
يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلَّآ إِحْسَٰنًۭا
وَتَوْفِيقًا(62)]( النساء) وتفسير هذه الآيات كما جاء في تفسير المتشابه ل( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
أذن أن كل ما سعى الإنسان المسلم في الاستسلام
والانقياد لله كان هذا معصية للشيطان وحزبه وطاعة للرحمن ونصرة لحزبه فليس
كما يظن المرء أنه أذا خاصم اليهود والنصارى انه على وصواب لأنه قد يكون
ضدهم في المنهج ومناصراً لهم في الطريق والهدف والنتيجة تجمعهم بوتقة جهنم
يوم القيامة
أذن فليس الهدف الحقيقي في هذه الحياة هو العداوة مع الكفار أو مع من اشرك بل الهدف الأسمى في هذه الحياة هو أن نكون عبيداً لله على منهج ونور من الله وبصيرة فأن لم نكن عبيداً لله كنا عبيداً لغير الله فالكثير منا يقول ما لا يقول اليهود والنصارى ولكنه يفعل اسوأ مما يفعله أكابر مجرميهم في الدعوة للشرك بالله ودعوة غير الله والطواف في الأضرحة وجعل وسائط وشفعاء عند الله و اتخاذهم ألهة تعبد مع الله أو من دونه ويذكرهم اشد ذكراً من الله وان هنالك من ينسى الله فلا يذكره و إذا ذكره اشرك به ومن هذا نعوذ بالله ونسأل الله الهداية والتوفيق على منهجه وطريق نبيه محمد عليه وعلى جميع رسله المكرمين و أنبيائه السلام والتحية
لا آله إلا الله محمد رسول الله
هذا والله اعلم واكرم والسلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله للذي يرزق الخلق بأجمعه ولم ينسى احد وما لرزقه من نفاذ الحمد لله الذي يعفو ويصفح عن طالبين الصفح جموعاً وأفراد اللهم اجعل عملي هذا خالصاً لوجهك فلا اشرك به معك احد فليس لأحد أستحقاق بالعبودية ولا بالربوبية وهذا أقرار قلبي وجوانحي فالشكر كل الشكر لك وحدك لا شريك لك . فالحمد لله الحمد لله الحمد لله لا آله إلا الله .
تختلف مشارب الناس ورؤاها ومناهجها ومبتغاها فالكثير يبتغي رضا الله والقليل هم من يبتغي رضا الشيطان وهذا بديهي ومنطقي وهذا ما تحدثنا به الأنفس وتقر به القلوب ولكن السؤال هو هل المسار صحيح على منهج رباني مكتوب في مصحف الرحمن إم أن الخطى والمسير على منهج ابتدعه الشيطان وحدث النفس به واغراها وزين لهم خطواتهم [ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ]( النحل:63) لذلك هم في هذه التبعية مشتركون فالكثير من الناس هم في اتباع الشيطان متفقون ولو اختلفت الطريقة والرؤية ولو تضادوا وتقاتلوا وتخاصموا إلا انهم في اتباع الشيطان سائرون دون تفكر أو تبصر و أول عمل للشيطان وأهمه هو جعل الناس أن يتركوا عبادة الله وتوحيده الشرك به أو الكفر بأي طريقة من الطرق فليس المهم من تشركه مع الله لكن المهم أن تشرك أو تكفر مع الله فمن البديهي أن يكون عدو كل مشرك هو الموحد لله لآن الموحد لله هو عدو الشيطان الذي يتبعه كل مشرك موجود أي بشكل مفصل كل ما يخرج من الإنسان من التوحيد يسلك طريق يتبع فيه الشيطان ويكون من حزبه وأنصاره [ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ](فاطر:6)
ومن أهم الإشارات التي تشير بهذا الشيء هذه الآية [ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا ](النساء:51)وتفسريها هو كما جاء في كتاب تفسير المتشابه ل( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله
{ – سأل أبو سفيان نفراً من
اليهود ما تقولون في محمّد هل هو مجنون أو عالم ؟ قالوا بل عالم دارس ، قال
هو أعلم أم علماؤكم ؟ قالوا بل علماؤنا وخاصةً منهم الكاهن حي بن أخطب
وكعب بن الأشرف ، قال ودينه حقّ أم دينكم ؟ قالوا بل ديننا ، قال وقرآنه من
عنده أم وحي من السماء ؟ قالوا لو كان وحياً لنزل علينا فنحن أحقّ بالوحي
منه ولو كانت نبوّة لكانت فينا . فنزلت هذه الآية (أَلَمْ تَرَ) يا محمّد
(إِلَى) اليهود (الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ) يعني حصّة
من الكتب السماوية وهي التوراة (يُؤْمِنُونَ بِ) علمائهم ويقلّدونهم ولو
كانوا على ضلال ومع ذلك يقدّسونهم وخاصةً منهم (الْجِبْتِ) يعني الكاهن ،
ويريد به حي بن أخطب (وَالطَّاغُوتِ) كناية عن كلّ شخص طاغٍ متكبّر ، ويريد
بالطاغوت كعب بن الأشرف (وَيَقُولُونَ) يعني اليهود يقولون (لِلَّذِينَ
كَفَرُواْ) يعني أبا سفيان وأصحابه لَمّا سألوهم هل محمّد أعلم أم علماؤكم ،
فأجابوا (هَؤُلاء) إشارة إلى علمائهم (أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ)
يعني من محمّد وأصحابه (سَبِيلاً) أي طريقاً غلى الصواب وأكثر علماً . فردّ
الله عليهم قولهم وكذّبهم ولعنهم فقال تعالى (أُوْلَـئِكَ) إشارة إلى حي
بن أخطب وكعب بن الأشرف ومن تبعهم (الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ) أي أبعدهم
الله عن رحمته وجعلهم مِمّن يستحقّون العذاب (وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ) أي
ومن يلعنه الله (فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) ينصره ويخلّصه من عذاب الله }
{
60 – كان بين رجل من اليهود ورجل من المسلمين خصومة فقال المنافقون لصاحبِهم تحاكم مع اليهودي عند رئيسهم كعب بن الأشرف فإنّه يحكم لك ، فأبى اليهودي أن يتحاكم عند كعب وقال بل نتحاكم عند رسول الله وجاء إلى النبيّ فحكم النبيّ لليهودي فلم يرضَ المنافق بذلك وقال تعال نتحاكم عند عمر ، فقال اليهودي لعمر قضى لي رسول الله فلم يرضَ خصمي بقضائه ، فقال عمر للمنافق أكذلك ؟ قال نعم ، فقال عمر مكانكما حتّى أخرج إليكما ، فدخل عمر فأخذ سيفه ثمّ خرج فضرب به عنق المنافق وقال هكذا أقضي لمن لم يرض بحكم الله ورسوله .
ولَمّا سمع المنافقون الذين أغروا الرجل وقالوا له تحاكم عند كعب ، جاؤوا إلى النبيّ يعتذرون فنزلت هذه الآية (أَلَمْ تَرَ) يا محمّد (إِلَى) المنافقين (الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) من القرآن (وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) من كتب سماوية (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ) يعني إلى كعب بن الأشرف ، والطاغوت كناية كلّ طاغٍ متكبّر ، وهي كناية الشيطان أيضاً لأنّه تكبّر على آدم وامتنع عن السجود (وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ) وذلك من قوله تعالى في سورة البقرة {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} , (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ) بِما زيّن لهم (أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا) عن الحقّ .
61 – (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ) أي للمنافقين (تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ) في القرآن من الأحكام (وَإِلَى الرَّسُولِ) في حكمه (رَأَيْتَ) يا محمّد (الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) أي يعرضون عنك إعراضاً .
62 فَكَيْفَ) يكون حالهم (إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ) من مرض أو قتل أو فقدان ولد أو غير ذلك عقاباً لهم (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر والنفاق (ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا) أي ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك (إِلاَّ إِحْسَانًا) إلى الخصم (وَتَوْفِيقًا) إلى الصلح بين الخصمين }
60 – كان بين رجل من اليهود ورجل من المسلمين خصومة فقال المنافقون لصاحبِهم تحاكم مع اليهودي عند رئيسهم كعب بن الأشرف فإنّه يحكم لك ، فأبى اليهودي أن يتحاكم عند كعب وقال بل نتحاكم عند رسول الله وجاء إلى النبيّ فحكم النبيّ لليهودي فلم يرضَ المنافق بذلك وقال تعال نتحاكم عند عمر ، فقال اليهودي لعمر قضى لي رسول الله فلم يرضَ خصمي بقضائه ، فقال عمر للمنافق أكذلك ؟ قال نعم ، فقال عمر مكانكما حتّى أخرج إليكما ، فدخل عمر فأخذ سيفه ثمّ خرج فضرب به عنق المنافق وقال هكذا أقضي لمن لم يرض بحكم الله ورسوله .
ولَمّا سمع المنافقون الذين أغروا الرجل وقالوا له تحاكم عند كعب ، جاؤوا إلى النبيّ يعتذرون فنزلت هذه الآية (أَلَمْ تَرَ) يا محمّد (إِلَى) المنافقين (الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ) من القرآن (وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ) من كتب سماوية (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ) يعني إلى كعب بن الأشرف ، والطاغوت كناية كلّ طاغٍ متكبّر ، وهي كناية الشيطان أيضاً لأنّه تكبّر على آدم وامتنع عن السجود (وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ) وذلك من قوله تعالى في سورة البقرة {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} , (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ) بِما زيّن لهم (أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا) عن الحقّ .
61 – (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ) أي للمنافقين (تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ) في القرآن من الأحكام (وَإِلَى الرَّسُولِ) في حكمه (رَأَيْتَ) يا محمّد (الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) أي يعرضون عنك إعراضاً .
62 فَكَيْفَ) يكون حالهم (إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ) من مرض أو قتل أو فقدان ولد أو غير ذلك عقاباً لهم (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من الكفر والنفاق (ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا) أي ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك (إِلاَّ إِحْسَانًا) إلى الخصم (وَتَوْفِيقًا) إلى الصلح بين الخصمين }
أذن فليس الهدف الحقيقي في هذه الحياة هو العداوة مع الكفار أو مع من اشرك بل الهدف الأسمى في هذه الحياة هو أن نكون عبيداً لله على منهج ونور من الله وبصيرة فأن لم نكن عبيداً لله كنا عبيداً لغير الله فالكثير منا يقول ما لا يقول اليهود والنصارى ولكنه يفعل اسوأ مما يفعله أكابر مجرميهم في الدعوة للشرك بالله ودعوة غير الله والطواف في الأضرحة وجعل وسائط وشفعاء عند الله و اتخاذهم ألهة تعبد مع الله أو من دونه ويذكرهم اشد ذكراً من الله وان هنالك من ينسى الله فلا يذكره و إذا ذكره اشرك به ومن هذا نعوذ بالله ونسأل الله الهداية والتوفيق على منهجه وطريق نبيه محمد عليه وعلى جميع رسله المكرمين و أنبيائه السلام والتحية
لا آله إلا الله محمد رسول الله
هذا والله اعلم واكرم والسلام عليكم ورحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق