2_من أثار التوحيد على الإنسان أحساسه بالراحة النفسية التامة هذا بسبب شعوره بمعية الله معه في كل زمان ومكان والإنسان بتوحيده لله حقق أمراً مهماً هو ن يكون عبد لآله واحد لا يقبل إلا أمره ولا يجيب إلا نهيه ولا يسعى إلا ألى رضوانه فكل الطاعات والعبادات تكون لله الواحد الأحد [قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163 ) ] ( الأنعام )
فبطبيعة النفس تسكن أذا كان مصدر أمرها واحد فلا تتشتت بالآراء أو الهواء أو أرضاء اكثر من آله فمن نعم الله على العبد الموحد هو أحساسهُ برضا الله عنه ولا يبتغي غير رضا الله في الدنيا والأخرة فلا يكون أرضا أي شخص مهما كانت منزلته او قيمته على حساب رضا الله او معصيته سبحانه وتعالى فالمشرك بالله كلما زادت عنده الآلهة زادت همومه في كيفية أرضاها او تلبية رغباتها لذلك ترى الإنسان الموحد دائما شغله الشاغل هو رضا الله وحده وإذا سئل لم يسأل غيره وإذا استعان لم يذكر غير الله وإذا قسم بالله صدق وإذا استعان بالله فالله خير معين
وهذا من أسرار التوحيد لان الموحد يكون عبد لملك الملوك وجبار السماوات والأرض أما المشرك يكون عبداً لعبد من عباد الله
كما ان الإنسان الموحد يؤمن أن الله من سيحاسبه هو الرحمن الرحيم والله لا ينسى من عباده العصاة فكيف إذا كان من عباده الطائعين العابدين سيكون عند هذا العبد الإحساس بان الله سيرحمه كما أنعم عليه في الدنيا بنعمة التوحيد سيمن عليه بالآخرة بنعمة الرضا ان شاء الله تعالى