
13_من اجمل خصال أهل التوحيد أنه يرد الفضل لصاحبه فهو لا يقابل الإحسان بالجحود والنكران ولا يرد بالسوء على صاحب العرفان من اكثر من إحسان الله على العباد فترى أهل الشرك ينسبون الفضل لغير الله في اكثر الأمور فتارتاً يقول ( يحميك الحسين ) ومرة يقول ( يشفيك علي ) والأخرى ( كفيلك العباس ) ,( يقف لك أبو الحسن ) وهلم جراً فلا يردون إي فضل لله أبداً وكأنهم يستنكفون أن يردون الفضل لله طغياناً و جحوداً وتعالياً على { الملك الديان } وعلى نقيضهم أهل التوحيد فهم يردون كل الخير مهما زاد أو قل لله وحده وليس لاحد من خلقه و قولهم خير دليل وحجه كما قال موسى عليه السلام في سورة الشعراء الآية ( 78 _ 82 ) { ٱلَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ} فهذا أقرار من موسى أن الخالق هو الله وهو الذي يهدي لطريق الحق وليس مخلوق اخر { وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ } وهذا أقرار منه عليه السلام ان الفضل بالرزق بمقومات الحياة هي لله و أولها واهمها هو الغذاء والماء والمنعم يهذا هو الله وحده { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } وهنا التفاته جميلة فقد رد المرض ألى نفسه والشفاء لله وهذا من الإحسان فلم يقل موسى عليه السلام أذا ( أمرضني ) مثل ( خلقني واطعمني ) و أنما قال ( أذا مرضت ) سبحان الله ما اجمل التوحيد والله وبالله وتالله لا يحس بلذته إلا أهل التوحيد الخالص لله
فلا تجد موحد يرد فضل الله ألى غيره من عبيده أحياء أو أموات وخصوصاً في الأشياء الأساسية مثل ( الرزق , الشفاء , الحفظ , الاستعانة , والتوكل وغيرها ) بل يرد كل الفضل للواحد الديان فالحمد لله الحمد لله فلا يحمد على كل خير سواه [ الۡحَمۡدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الۡأَرۡضِ وَلَهُ الۡحَمۡدُ فِى الۡآخِرَةِ وَهُوَ الۡحَكِيمُ الۡخَبِيرُ ] ( سبأ 1 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق