أن لانغلاق بعض العقول العربية والإسلامية الأثر الكبير في تدهور و أضمحلال مستوى الأمة الإسلامية
ففي هذه الأيام الجدل دار وما زال يدور حول تجسيد شخصيات إسلامية وتاريخية .
مما جعل باب النقاش مفتوح على مصرعيه لمن ليس لديه عمل إلا التنضير والتبصير والتسطير في هذا العمل او ذاك
العام الماضي كان أحتجاج بعض الشخصيات أو الجهات على أنتاج مسلسل الحسن والحسين و الاعتراض على تجسيد الشخصيات الإسلامية فيه بعتبارهم من أهل البيت (عليهم السلام ) ومن كبار الشخصيات وهذا العام دار الجدل حول تجسيد شخصية الصحابي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وجاء الاعتراض على عدة وجهه
الوجه الأول أن الشخصيات الإسلامية لا يجوز تجسيدها بشخصية
وأنا اطرح سؤال لماذا أ ليس الصحابة بشر مثل باقي البشر ولكن الذي ميزهم هو التقوى وصبحة النبي والله يقول [ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ اللَّهِ أَتۡقَاكُمۡ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ](الحجرات:13) فقد يكون هناك من هو اتقى من عمر ولكنه لو يحقق ما حققه عمر ولم يذكره التاريخ فمر بصمت دون أن يعرفه أحد فالله لم يقلم أن أكرمكم عند الله الصحابة أو القرابة أو فلان من الناس ولكنه عمم المسألة بكلمة اتقاكم ( رأي شخصي)
الوجه الثاني للاعتراض أن الذي جسد شخصية عمر بن الخطاب هو شخص نصراني ولا أعلم لماذا لم يعترض احد على تجسيد الممثل الأمريكي انتون كوين لشخصية الحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه ) عم النبي( عليه السلام ) واحد المهاجرين وسيد الشهداء كما لقبه النبي( عليه السلام ) حسب الروايات و الكثير ممن جسد شخصيات الصحابة ( رضي الله عنهم أجمعين ) في هذا الفلم هم من الأجانب مع العلم انه هنالك من الصحابة من السابقين في الإسلام مثل بلال بن رباح أو زيد (ربيب النبي) وغيرهم الكثير ( رضوان الله عليهم
فلماذا هذه الانتقائية في الاعتراض على الشخصيات
كما أن مسلسل عمر يعرض شخصية ابو بكر الصديق وهو كذلك من السابقين ولم نسمع عن الاعتراض على تجسيد الشخصية بهذه الشدة وتسليط الضوء
كما أن الدراما لها وقع في نفوس الناس اشد من الكتاب لان الناس أصبحت تتابع ولا تقرأ فلعل عرض بعض الأحداث يغير وجهة نظر طرف من الأطراف من الصح ألى الخطأ أو بالعكس فكل شخص يفهم الأحداث حسب رؤيته وما لديه من معلومات أو حسب ما يميله عليه عقله فالعقل ميزان الإنسان يميز به بين الحق والباطل والح من الخطاء
هذه رؤية حسب تجسيد الشخصيات أما الأحداث التاريخية فيبقا الكثير منها مبهم وغير واضح ويحمل الكثير من الأمور الغامضة وذلك لان التاريخ أول ما نقل مشافهه وليس بالتدوين والمشافهة تزيد وتنقص حسب الراوي والناقل وما يترتب عليه من نفسيه وهدف و ظروف
وأخيراً لا احد اروع وا لا افضل من كلام الله الذي قال
[ تِلۡكَ أُمَّةٌ قَدۡ خَلَتۡ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡ وَلاَ تُسۡأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعۡمَلُونَ ]( البقرة:134)
هذا والله أعلم واكرم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق