بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ب العالمين والسلام على جميع الأنبياء و المرسلين
قال الله في محكم كتابه العزيز {
وَمَا خَلَقۡتُ الۡجِنَّ وَالۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ } (56 الذاريات )
وهذه من الآيات المحكمة والواضحة أذ تبين علة وجود الخلق وهي العبادة لله وتفرده بجميع صفات الألوهية وهذه الآية قد تبحر بها العلماء والمفسرون وقدموا ما فيه خير تفسير وتكلم عنها أهل البلاغ والنظم فما تركوا شيء يذكر دون توضيح فلا أريد أن أزيد عن كلامهم فلست بأعلم منهم وهم أهل العلم والدراية ولكن لي رأي بسيط ارجوا أن يحسب لي عن الله خيراً انه هو الكريم الرزاق .
أن مضمون الآية الكريمة تبين الغاية الأساسية من جميع الخلق والتي تنطبق عليهم مهما كانت صفاتهم درجاتهم ومنازلهم في الدنيا والآخرة وهذه الصفة هي صفة والعبودية لله فجميع الخلق خاضع لله شاء هذا العبد أو أبا خاضع لله او كان عاصي هو بالنتيجة والمحصلة الأخيرة هو خاضع لمشيئة الله الذي إذا شاء فعل ولذا قدر عمل . وصفة العبودية تتساوى بها جميع المخلوقات ,والبشر من عباد وعصاة ولكن تتفاوت درجة العبودية بدرجة الخضوع والاستسلام لأوامر الله والتسليم أليه,,,
ومن هذا المنطق العام والقاعدة الشاملة للعبودية فأنا ارفض أن اجعل عبد من عباد الله واسطة بيني وبين الله مهما كانت صفة هذا العبد ولي ملك كريم جواد حليم بعبيده رؤوف ,, بل لماذا لا أتقرب ألى الله بالعمل الذي أوصاني به في حبه وطاعة أوامره والكف عن نواهيه
فأن كانت حجة اكثر البشر بالواسطة هي { أننا عباد مخطئون وهولا الأنبياء والأئمة عباد لم يخطئوا حسب زعمهم لذلك نترقب ألى الله بهم } فإذا كانت هذه حجتك فلماذا لا تحاول ان تقلدهم وتكون مثلهم او اقل حسب اجتهادك وطاعتك لله وتقواك إليه وبعدها تكون لا تحتاج ألى واسطه حسب ضنك بالله والذي هو صلا لا يحتاج ألى واسطه لا من عبد صالح ولا عبد طالح,,, وهنا التفاته بسيطه كم يسعد الإنسان إن يكون في حضرة ملك من الملوك ورئيس من الرؤساء أو أمير أو من هو أقل من ذالك بكثير وتتحدث إليه مباشرة دون واسطة او ترجمان فما بالك وانت تخاطب ملك الملوك صاحب الملك الذي لا يزول ولا يحول وإذا ارد أن يفعل شيء فما عليه إلا يقول,,, ( كن )فيكون
فما اكبر سعادتك حين تقول ربي سيدي مولاي دون واسطه او ترجمان أو شفيع حياً كان او ميتا وكيف تستلذ المناجاة والدعاء وانت تجعل شخص جسده تحت التراب ميتاً واسطة والله يقول
{
أَمۡواتٌ غَيۡرُ أَحۡيَاءٍ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ } ( سورة النحل 21 )
{
وَمَا يَسۡتَوِى الۡأَحۡيَآءُ وَلَا الۡأَمۡوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٍ مَّن فِى الۡقُبُور } (فاطر 22 )