ترفع هذه الأيام وبمناسبة بما يسمى الميلاد النبوي لافتات كتب عليها محمد (صلى الله عليه وسلم ) يوحدنا فهل هذه العبارة صحيحة وفق المقاييس الزمنية والحالية والاتجاهات الفكرية والطائفية و المنظور الشخصي لكل طائفة الى شخصية الرسول محمد (عليه السلام)
ولكن اذا اردنا ان نرجع بهذا السؤال الى كتاب الله نرى عكس هذا الشعار فالاية تقول [
وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِى الأَرۡضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتۡ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](الانفال56)
أذاهذه الآية تقر انه لو أن النبي عليه السلام حاول أنفاق ما في الأرض من كنوز على ان يجعل كلمة المهاجرين والأنصار واحده وكل فرد يحب الأخر ما استطاع ولكن الله هو الذي ألف بين قلوبهم بالأيمان والتوحيد لله والعمل الصالح والإيثار و ألزامهم كلمة التقوا
ولو رجعنا ألى الشعار وحاولنا تحقيقه على ارض الواقع تشتت التصور حول شخصية النبي محمد عليه السلام فهالك من يرى محمد معصوم عن كل خطاء وزلل ونسيان وهنا من يراه هو بشر كلفه الله بالرسالة أدى الأمانة بشكل تام وشتان بين التصوريين وهناك من يرى ان محمد سيد الخلق والرسل وهناك من يقول هو نبي ولا نفضل احد على الأخر بنص الآية(
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِ وَالۡمُؤۡمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ الۡمَصِير ]( البقرة285)
وليكون المثل أوضح لكن بطريقة أخرى المسلمون والنصارى كل من الديانتين تحب عيسى ابن مريم عليه السلام ولكن هناك فرق في الرؤى لشخصية عيسى عليه السلام
فالمسلمون يقولون انه عبد الله ورسوله
والنصارى تعددت أقوالهم في عيسى فكل طائفة تقول فيه قول يختلف لو جزأين عن الأخرى
فكذلك حال المسلمين اليوم في محمد كل طائفة تقول فيه قولاً فعلاً انهم لا يقولون انه ألاه بالقول ولكن هناك من يجعله الآه بالدعاء والتوسل وصيغة المخاطبة وهناك من يجعله أضحوكة بالاستهزاء به أو الكفر بما جاء به ( والعياذ بالله ) فكيف يصبح الشعار بعد هذا صحيح
أذن أذا اردنا تحقيق الشعار وجعله حقيقة على ارض الواقع الخطوة الأولى هي الرجوع ألى الله بقلب سليم الرجوع ألى كتابه وجعله هو الأول وليس فوقه شيء لا دستور ولا حديث ولا رواية كل شيء تابع للقرآن وليس العكس فاليوم اصبح القرآن تابع للروايات والأحاديث [ فلا حول و ألا قوة ألا بالله ] اصبح القرآن غريب الكتاب الذي جاء به محمد لا تعرفون منه ألا قراءته وتلاوته فما اكثر القراء وما اقل المطبقين له وبعد ذلك ترفعون شعار محمد يوحدنا