إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

رسالة ترحيب

لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا اكۡتَسَبَتۡ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذۡنَا إِن نَّسِينَا أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَا إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَىٰ الَّذِينَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلۡنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعۡفُ عَنَّا وَاغۡفِرۡ لَنَا وَارۡحَمۡنَآ أَنتَ مَوۡلاَنَا فَانصُرۡنَا عَلَىٰ الۡقَوۡمِ الۡكَافِرِينَ( البقرة)

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 يوليو 2012

معنى وتفسير ( وَالرَّاسِخُونَ فِى الۡعِلۡمِ )


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
يقول الله في سورة آل عمران ألاية (7 ) [ هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيۡكَ الۡكِتَابَ مِنۡهُ آيَاتٌ مُّحۡكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الۡكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنۡهُ ابۡتِغَآءَ الۡفِتۡنَةِ وَابۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوۡلُوا۟ الألۡبَابِ ]
ويعتقد الكثير من الناس أن معنى الآية أن الراسخون في علم هم كذلك يعلمون تفسير الآيات المتشابهات
وهذا اشرك محض حيث انهم جعلوا الأمر كما الله يعلم تأويلها كذلك العلماء الراسخون منهم يعلمون التفسير وهذا خطأ لأننا لو تتبعانا الكثير من التفاسير هي تنقل أراء و روايات منقولة عن غيرهم اي ان المفسر لم يقم بتفسير الآية المتشابه بل نقل رأي في تفسير او قول من احد .وهذا ليس تفسير وان فسرها برأيه فقد اشرك نفسه في معرفة معناها وسرها ومغزاها و أوقع نفسه في أشكالية انه عرف معنى آيه الله فقط من يعرف معناها

ولو أننا اردنا أن نعرف معنى الآية بوضوح ودلالة معرفية فهي كما فسرها ووضح معناها محمد علي حسن الحلي رحمه الله في كتابه المتشابه من القرآن في تفسير الآية الكريمة
الكريمة
وإليك تفسير الآية (7) سورة آل عمران {هُوَ} الله {الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ} يا محمّد {الْكِتَابَ} أي القرآن {مِنْهُ} أي من الكتاب {آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي أصل الكتاب {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أي يشتبه على الإنسان معناها والمقصود منها {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أي ميل عن الحق {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} أي يحتجّون به على باطلهم {ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ} أي لطلب التلبيس على ضعفاء الخلق كي يردّوهم عن دينهم فيقولون لهم لو كان هذا القول منزلاً من الله لكان واضحاً مفهوماً ليس فيه التباس ولكن هذا قول البشر قاله محمّد من تلقاء نفسه {وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} أي وطلباً لمعانيه وتفسيره ، فقالوا فما معنى قوله في سورة البقرة : {مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ} ، فهل يكون الأكل في البطن أم بالفم ؟ وقالوا فما معنى قوله في سورة الصافات {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} فكيف تبقى شجرة في النار حية لا تحترق ؟ وهكذا أخذوا يعترضون على الآيات المتشابهة ويكذّبون بِها ويستهزئون والنبيّ يقول هكذا أنزلت [روي أنّ أبا بكر سأل النبيّ فقال : أشبت يا رسول الله ؟ فقال : "شيبتني {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ، {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ، {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}" . وفي حديث آخر قال رسول الله : "شيبتني هود" .] فردّ الله تعالى عليهم بقوله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ} أي وما يعلم تفسير المتشابه من القرآن والمقصود منه إلاّ الله وحده لأنّ الآيات المتشابهة تنبئ عن ماضِ ومستقبل وتنبئ عن العالم الأثيري وإنّكم لم تحضروا الماضي كي تعرفوه ولا المستقبل كي تفهموه ثمّ إنّكم لا تفهمون عن العالم الأثيري شيئاً لأنّكم لم تنتقلوا إليه بعد والشجرة التي في أصل الجحيم أثيرية وليست مادّية كما تظنّون ، والأثير لا يحترق وإنْ كان في النار ونظيره عندكم القطن الاصطناعي (آسبست) لا يحترق في النار مهما طال مكثه ، أمّا الأكل في البطن فنظيره عندكم الجنين في بطن أمّه فإنّه يأكل في بطنه ولا يأكل من فمه , وكذلك أهل النار لأنّهم أرواح أثيرية فالنار تدخل جوفهم من كلّ مكان .
{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} وإنْ كنّا لا نعلم تأويله {كُلٌّ} من المحكم والمتشابه {مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} أنزله على نبيّنا {وَمَا يَذَّكَّرُ} أي وما يتّعظ {إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} أي إلاّ ذوو العقول .
وبعد هذا الكلام نرجو انه قد تبين معنى قوله تعالى [ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوۡلُوا۟ الألۡبَابِ ]

هذا ولله الحمد والمنة والفضل والإحسان والحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات: