منذ سنين مضت والأمة العربية والإسلامية تمر في حالة تدهور على كل الأصعدة والمستويات وهي في حالة انحدار أخلاقي و أزمات إنسانية واقتصادية ولكل دولة او منطقة علل و مصائب لا يعرف بها الا الله سبحانه وتعالى...

ولكن من اكثر الدول مصائب وحروب هو العراق من حيث ما يمتلكه من خيرات فهو افقر البلدان من حيث النسبة والتناسب । وبما يمتلكه من أمكانيات بشرية وعلمية هو احد الدول الأكثر تخلف ورغم التماسك الاجتماعي والظاهر للعيان هو من اكثر الشعوب شقاق وتقاتل من حيث الانتقام والتنكيل وغيرها من أمور مخفية لا يعلمها ألا الله وكل الحكومات التي عاصرتها تكاد لأتمر سنة دون أزمة من نوع معين من حروب ومجاعات وحرب طائفية وحزبية والمشكلة التي تأتي لأتمر دون ان تحسس الناس بالذل والانكسار والمهانة والفاقة الشديدة وكنت اوعز هذا الامر الى الحكومات العلمانية التي حكمت العراق منذ سقوط العهد الملكي فبدأت مرحلة جر الجثث في شوارع بغداد والتمثيل بها ونصب المشانق على الطرق العامة والرئيسية والناس تفرح لهذه الاعمال { فيا سبحان الله يا لهُ من شعب غريب} وبعد ان استقر الحكم جمهوري بدأت مرحلة صراع الاحزاب والناس تقدم الثمن فجاء حزب البعث فوصل الامر بالناس الخوف من الذهاب للمسجد لانه يعتبر تهمه وتأمر على الثورة و خصوصاً عقد السبعينات وبداية الثمانينات وما تبعها من حروب وحصار الى ان سقط النظام العلماني فتنفست الناس الصعداء وتوسمت الخير بالذي جرى وإستبشرت خير حين اخذت الحرية الدينية فبدأت الطقوس التعبدية ومراسيم زيارة قبور الأئمة والصالحين تزداد بشكل لم يسبق له مثيل ففي سنة كانت زيارة احد القبور وصل الى ثمانية ملايين زائر وزادت بذلك القبور المشيدة فوقها القبب والتي تسمى بالاضرحة وزادت بذلك النفقات على هذه القبور وتجدد القديم منها وإستكشفت في مواقع جديدة حتى لايكاد يمر شهر من دون زيارة او مناسبة لاحد اصحاب القبور ونتذكر ما جرى اليهم من احزأن او مصائب لكن ماذا كانت النتيجة طبعا وفقاً للآية الكريمة التي تقول { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًۭا ( 10 ) يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًۭا( 11 ) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًۭا( 12 )} نوح كان المفروض ان تعيش الناس حالة من الرخاء والاستقرار ورغيد العيش ولكن العجيب جاءت النتيجة عكس ذلك تماماً قتل وتهجير دمار وحروب وهتك الاعراض في سجون المحتل وجفاف الأنهار وإنهيار القطاع الزراعي بشكل يكاد يكون تام إنهيار تام للصناعة فمر البلد بحالة يرثا لها وهذا لا يتوافق مع مضمون الاية التي ذكرتها سلفاً

اصبح العالم منقسم على نفسه بكل شيء وابسط شيء لا يوجد هناك ما تتفق عليه

وأصاب الناس نقص بالأموال والأنفس والثمرات والحالة تزداد مع مع زيادة كل مراسيم الزيارات ألى القبور ولعل قائل يقول هذا ابتلاء فالجواب ما هي صفات المؤمنين التي جاء وصفها بكتاب الله

وهذه بعض الآيات التي تذكر صفات المؤمنين

{
لاَّ يَتَّخِذِ الۡمُؤۡمِنُونَ الۡكَافِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُوۡنِ الۡمُؤۡمِنِينَ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ اللّهِ فِى شَىۡءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُوا۟ مِنۡهُمۡ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفۡسَهُ وَإِلَى اللّهِ الۡمَصِيرُ } ( ال عمران 28 )فلقد اتخذ الكثير من اليهود والنصارى أولياء وهذا خلاف الآية حتى البوذيين والهندوس اتخذهم الكثير أولياء من دون المؤمنين

{ وَعَلَى اللّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ الۡمُؤۡمِنُون } (122 ال عمران ) وكم منا من يتكل على عبيد الله باكثر شؤونه ولا يذكر الله الا قليلاً

{ لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِى الۡعِلۡمِ مِنۡهُمۡ وَالۡمُؤۡمِنُونَ يُؤۡمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ
وَالۡمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالۡمُؤۡتُونَ الزَّكَاةَ وَالۡمُؤۡمِنُونَ بِاللّهِ وَالۡيَوۡمِ الآخِرِ أُوۡلَٰٓئِكَ سَنُؤۡتِيهِمۡ أَجۡرًا عَظِيمًا} والكل يعرف ان الزكاة من الاركان المنسية في مجتمعنا العراقي الا من رحم الله

{ فَإِذَا قَضَيۡتُمُ الصَّلاَ
ةَ فَاذۡكُرُوا۟ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمۡ فَإِذَا اطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُوا۟ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتۡ عَلَىٰ الۡمُؤۡمِنِينَ كِتَابًا مَّوۡقُوتًا } والناس تذكر عباد الله من الشيوخ والآولياء والصالحين اكثر من الله بأضعاف مضاعفة ولا يذكرون الله الا قليلاً وهناك الكثير من الايات التي تذكر صفات المؤمنين التي لأحصر لها ولا مجال لاذكرها جميعاً

وكلها لا تنطبق على المجتمع العراقي واذا قال احدهم ان هناك الكثير ممن تطبق عليهم هذا الآيات نقول كم العدد هل مثلا العدد فقد ما وصلت اليه حسب الإحصائية لسنة من السنين ثمانية ملايين زائر ألى كربلاء فقط والناس في اجتهاد الى تلك الطقوس والمراسيم وحرص شديدين حيث تنفق في سبيلها مبالغ لا حصر لها وكذلك ما يتلف من الأغذية بسبب كثرتها في أيام قلائل وكل هذا لم يشرعه الله في كتابه ولم يقم به النبي او احد من الأئمة عليهم السلام مع ذلك ترى الناس حريصين كل الحرص على انتظار هذه الأيام بلهفة وشوق شديدين وأذأ قاموا ألى الصلاة قاموا كسالى { إِنَّ الۡمُنَافِقِينَ يُخَـٰدِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوا۟ إِلَى الصَّلاَةِ
قَامُوا۟ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذۡكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}(142 النساء ) مع ان العمل الذي يقومون به هو من وضع البشر وكل العبادات التي جاء ذكرها بالقرآن هي من آمر الله .

الم تفكر الناس ان العمل الخير ينتج خيراً وعمل الشر ينتج اشر منه وأمرّ فالله يقول { وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالۡكِتَابِ وَأَقَامُوا۟ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ
نُضِيعُ أَجۡرَ الۡمُصۡلِحِينَ } (170 الاعراف )

الم تقرء قول الله { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيهِمۡ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ } 33 الانفال

وقول الباري جل وعلى{ َيَاقَوۡمِ اسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوا۟ إِ
لَيۡهِ يُرۡسِلِ السَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارًا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمۡ وَلاَ تَتَوَلَّوۡا۟ مُجۡرِمِينَ } ( 52 هود ) اين الناس من هذه الآيات التي لا تحتاج الى تفسير ولا عالم يوضحها ولكن تحتاج الى قلب سليم يحملها

الا تخشون الله الذي يقول في قرآنه المجيد { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤۡمِنُوا إِذۡ جَآءهُمُ الۡهُدَى وَيَسۡتَغۡفِرُوا رَبَّهُمۡ إِلَّا أَن تَأۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ الۡأَوَّلِينَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ الۡعَذَابُ قُبُلًا } ( 55 الكهف )

ولكن اوصيكم بهذا الاية { قَالَ يَاقَوۡمِ لِمَ تَسۡتَعۡجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبۡلَ الۡحَسَنَةِ لَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرُونَ اللَّهَ
لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ } ( 46 النمل ) فاستغفروا الله لعل الله قد يرحمنا ويخلصنا مما قد غضب علينا به ويرفع عنا ما لا نطيق

والآن ادعوك للتفكير هل أنت من المستغفرين هل انت اقرب مما أوصاك الله بقرآنه او انت مستمر على ما كلفك به البشر؟؟؟

أتركك تجيب نفسك بنفسك