
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
يقول القوي العزيز في محكم كتابهِ [ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخۡزِنَا يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخۡلِفُ الۡمِيعَادَ ](آل عمران194)
من مفهوم الآية والقول الحق أن الله لا يخلف الميعاد . فهل اخلف الله وعده مع المسلمون عامة ومع آهل العراق خاصة ؟؟ أم العكس إي أن الله لم يكن له عهد مع المسلمون بصورة عامه ومع أهل العراق بصفة خاصة وللجواب على هذا السؤال علينا ان نسأل الله جل في علاه وندع قرآنه يجيب بما اخبرنا به وحكم به من فصل الخطاب وتبيان لكل سؤال جواب فقد قال في كتابه العزيز مخاطباً نبيه إبراهيم عليه السلام [ وَإِذِ ابۡتَلَىٰ إِبۡرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهۡدِى الظَّالِمِينَ ](البقرة 124) . أذن العهد لا ينفذ لا في شرط وهذا الشرط هو الابتعاد عن الظلم و أعلى مراتب الظلم هو الشرك فقد قال الله حاكياً عن لقمان عليه السلام في وصيته لأبنه [ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌۭ ]( لقمان13) أي أن الشرك اعظم أنواع الظلم . بعد تمكين الله بعض الدول والحكومات من أمرها وأنقذاها من ايدي الحكومات الظالمة والمستبدة و تمكين الأحزاب التي توصف ظلماً بالدينية ويجب أن توصف بالأحزاب ذات الغطاء الديني ماذا حصل هل حصل مثل ما قال الله وصافاً هذه الحالة [ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمۡ فِى الۡأَرۡضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا عَنِ الۡمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الۡأُمُورِ ](الحج41) .
فهل بعد تمكين الأحزاب الدينية في "العراق " على اٌقل تقدير بعد ان مضى على أستلامهم للسلطة اكثر من تسع سنوات فهل عملوا بمقتضى الآية
_فهل أقاموا الصلاة ؟؟ لا والله فالمساجد ما زالت فارغة من أهل التوحيد لأنها ليست مساجداً تدعوا لله بل تدعوا لتعظيم عباد الله وتقديس القبور وكل ما يخطر في بالك من أمور شركية فيها تفنن بل وهناك استحداث أمور للشرك بصورة مستمرة ومتتابعة
_هل بعد أن مكنهم الله من الحكم أتوا الزكاة ؟؟ لا والله بل أخذوا يتفننون بسرقة العباد من الفقراء والأيتام والمساكين ويقطعون كل أمر أمرنا الله به أن يوصل لا بل وأخذوا بعمارة كل مكان يعبد ويقدس فيه غير الله وجعلوا كل مال الله الذي أعطاهم ورزقهم به جعلوه وسخروه لحربه وحرب عباده من أهل التوحيد وبكل الوسائل والطرق والإمكانيات . وغيرها من الأمور التي تحتاج ألى وقت لذكرها وكلها لحرب الله ودينه الحق .
_هل بعد أن مكنهم الله أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ؟؟؟ بل بالعكس فالصورة أصبحت مقلوبة المنكر هو المعروف والمعروف هو المنكر وهذا باختصار و أحذر الاعتراض على أي صورة من صور الآلهة التي تعبد من دون الله من أحياء أو أموات وألا أصبحت في عداد الأموات .
لذلك بعد التمكين والسيطرة انتظروا أمر الله أليكم بالدمار الشامل والكامل والذل بعد العز أن لن تعودوا ألى رشدكم والى الله العزيز الذي نبهكم فيما بين أيديكم من كتاب لا تقرؤوه ولا تتدبروه فقد قال الحق العادل سبحانه وتعالى [ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَابَ كُلِّ شَىۡءٍ حَتَّىٓ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَا أُوتُوا۟ أَخَذۡنَاهُم بَغۡتَةً فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ](الأنعام44) .
فبعد إن أنعم الله عليكم بالتمكين وفتح أبواب رحمته ورزقه من كل شيء أتاكم ونسيتم أن الدنيا لا تدوم لأحد وأخذتكم العزة بالثم أذن انتظروا عذاب الله القادم الذي سيشمل كل ظالم أن شاء الله تعالى لذلك أيها الناس انتبهوا لا تقولوا على الله الا الحق فقد مكنكم وفتح عليكم من الرزق أنواع فماذا فعلتم غير الظلم والفساد والعدوان على الله والعباد فقد وعدكم الله الحق ولكن الشيطان تمكن منكم ,
فقد قال الله في مثل هذا الموقف [ وَقَالَ الشَّيۡطَانُ لَمَّا قُضِىَ الأَمۡرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ الۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَاسۡتَجَبۡتُمۡ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُوا۟ أَنفُسَكُم مَّا أَنَا۟ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَا أَنتُمۡ بِمُصۡرِخِىَّ إِنِّى كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ](إبراهيم22) _ففي هذه الآية الكريمة توضيح تام لما حصل ويحصل من دعوة الشيطان والتحالف معه ضد الدعوة لله ونصر دينه
الخلاصة : أن مكن الله قوماً أو حزباً في الأرض ولم يقيموا بواجبهم أتجاه الله والدعوة للتوحيد بل قاموا بنشر أفكارهم ومذهبهم أو معتقدهم من أي نوع كان وحاربوا الله في دينه وعباده فما عليهم إلا أنتظار العذاب فهذا وعد الله الحق لذلك على جميع الحكومات الجديدة أن تحذر مكر الله وليمكنوا دين الله والعقيدة الصحيحة من الحكم في العباد والابتعاد عن كل مظاهر الغلوا في الشخصيات الدينية التاريخية او المعاصرة وليتفكروا جيداً في الله والعقيدة الخالصة ولا تأخذهم العزة بالآثم ويغتروا بالنصر ولا سوف يندمون .
[ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ]( الرعد 21)
هذا والله أعلم وأكرم
فأن أصبت فالحمد لله وحدهُ
وان أخطأت فلا اطلب الغفران إلا من الغفور الرحيم
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق